اشتدت المعارك بين قوات معمر القذافي والثوار الليبيين على مشارف البريقة في شرق البلاد، فيما قدم الدبلوماسي الليبي علي التريكي استقالته من منصبه كمستشار للعقيد معمر القذافي، كما أفاد أول أمس الأحد مسؤولون في جامعة الدول العربية. وقد التقى التريكي، وزير الخارجية والشؤون الإفريقية السابق، الذي مثل أيضا ليبيا في الأممالمتحدة وفرنسا، أول أمس الأحد، في القاهرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، لكنه رفض التحدث إلى الصحافيين. وأوضح مسؤولون في الجامعة طلبوا عدم ذكر أسمائهم, أن التريكي استقال من منصبه الرسمي، لكنه لم يقل إنه سينضم إلى المعارضة، التي تريد الإطاحة بالقذافي. والتريكي هو ثاني مسؤول في النظام الليبي يستقيل من منصبه خلال هذا الأسبوع بعد وزير الخارجية موسى كوسا. من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن إيطاليا تعترف بأن المجلس الانتقالي الليبي هو الممثل الشرعي الوحيد للسلطة الليبية، وإنها لن تتحاور مع أحد غير المجلس الانتقالي الموجود في مدينة بنغازي شرق ليبيا. وتعرف جزيرة لامبيدوزا الإيطالية تزايدا في عدد المهاجرين غير الشرعيين القادمين إليها من ليبيا، حيث بلغ عددهم في منتصف مارس الماضي نحو ستة آلاف، أي أن عدد المهاجرين فاق عدد السكان في الجزيرة، غير أن رئيس الوزراء الإيطالي برلوسكوني وعد بإخلاء هذه الجزيرة من المهاجرين غير الشرعيين قريبا القذافي يرغب في إنهاء القتال قال مسؤولون يونانيون إن نائب وزير الخارجية الليبي عبد العاطي عبيدي أبلغ رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو أن الزعيم الليبي معمر القذافي يرغب في إنهاء القتال الدائر في ليبيا. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن وزير الخارجية اليوناني ديميتريس دراوتساس أن «السلطات الليبية تسعى على ما يبدو إلى التوصل إلى حل، وأن هناك حاجة إلى جهود جادة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وأضاف الوزير اليوناني أن عبيدي أبلغ باباندريوس أنه سيذهب إلى مالطا، ومنها إلى تركيا، في إطار تلك الجهود. وقد وصلت سفينة تركية تحمل أكثر من 200 مصاب من مصراتة إلى بنغازي، حيث نقل عن أطباء جاؤوا على متن السفينة قولهم إن الإمدادات الطبية في مصراته، المدينة الوحيدة في غرب ليبيا التي يسيطر عليها المنتفضون، لا تكفي وأن هناك حاجة ماسة إليها. وقد نقلت السفينة العشرات من ذوي الإصابات الخطيرة، حيث من المنتظر نقلهم إلى تركيا للعلاج هناك.فيما يتواصل القتال في مدينة البرقية شرق ليبيا بين القوات المؤيدة وتلك المناوئة للقذافي. وتفيد أنباء بأن القوات الحكومية تتمركز بالقرب من الجامعة في المدينة، إلا أنها تحجم عن الاشتباك مع قوات المعارضة خوفا من شن حلف شمال الأطلس (الناتو) غارات عليها. بينما تحجم قوات المعارضة التي يعوزها التنظيم والتسليح الجيد عن التقدم نحو البريقة، وتدعو الغرب إلى تقديم مساعدة أكبر لها. أبناء القذافي يقترحون خطة للتنحي ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس الاثنين أن اثنين من أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي اقترحا خطة لإنهاء النزاع في ليبيا وتنحي والدهما. وأوضحت الصحيفة أن الخطة، التي أعدها سيف الإسلام والساعدي، تتضمن الانتقال إلى ديمقراطية دستورية ورحيل والدهما عن السلطة وتولي أحدهما المرحلة الانتقالية. وأشارت الصحيفة، نقلاً عن ديبلوماسي ليبي طلب عدم كشف اسمه، إلى أنه في حال تبني هذا الطرح سوف يتولى سيف الإسلام القذافي إدارة المرحلة الانتقالية. وذكرت «نيويورك تايمز» أنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كان معمر القذافي (68 عاما) قد وافق على هذه الخطة، غير أن شخصاً قريباً من سيف الإسلام والساعدي قال للصحيفة إن القذافي يبدو موافقاً، مضيفا أن سيف الإسلام والساعدي «يريدان التقدم في اتجاه التغيير في البلاد». واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطة ربما تعبر عن الخلافات القائمة منذ زمن طويل بين أبناء القذافي. وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن سيف الإسلام والساعدي أقرب إلى نهج اقتصادي وسياسي غربي، في حين أن اثنين آخرين من أبناء القذافي هما خميس والمعتصم من أنصار الخط المتشدد. واعتبرت الصحيفة أن خميس، الذي يرأس إحدى الكتائب الأمنية التي يتشكل منها الجيش الليبي، والمعتصم الذي يعتبر المستشار في الأمن الوطني، هما خصمان لسيف الإسلام في السباق إلى خلافة والدهما. موسى كوسا بدون حصانة أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في مقابلة مع شبكة الأنباء «BBC» في 3 أبريل، أن لندن لا تنوي منح الحصانة القضائية لوزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا، موضحا أن كوسا لم يتوجه بهذا الطلب إلى السلطات البريطانية. وأشار هيغ إلى أن بلاده لا تخطط لإعطاء ضمانات الحصانة القضائية لأي من مقربي معمر القذافي لتشجيعهم على الانشقاق عنه. وأفاد الوزير البريطاني أن المحققين الإسكتلنديين سيلتقون في 4 أبريل مع ممثلين عن وزارة الخارجية البريطانية لبحث إمكانية استجواب كوسا، الذي سبق له أن ترأس المخابرات الليبية في الفترة ما بين 1994 و2009، في قضية لوكربي، مشيرا إلى أن وزارته بحاجة إلى المزيد من المعلومات عنها للحسم في هذه المسألة. يذكر أن تفجير طائرة الركاب فوق مدينة لوكربي الإسكتلندية عام 1988 أدى إلى مقتل 270 شخصا. و كان القضاء البريطاني قد أدان عميل المخابرات الليبية السابق عبد الباسط المقرحي بتنظيم هذه العملية الإرهابية وحكم عليه بالسجن المؤبد. وقررت لندن الإفراج عنه في 2009 بسبب تدهور حالته الصحية. يذكر أن الخبراء يرون أن قضية لوكربي لم يتم إتمام التحقيق فيها، إذ أن المقرحي وحده لم يكن في استطاعته أن ينظم التفجير بمعزل عن الأجهزة الأمنية الليبية. وتتوقع السلطات الإسكتلندية أن استجواب كوسا سيسهم في توضيح عدد من الأمور. وقد وصل كوسا يوم 30 مارس إلى لندن حيث أعلن عن استقالته من منصب وزير الخارجية الليبي. اعتصام بالأردن «تأييدا» للفساد
في اعتصام فريد من نوعه، نفذ العشرات من الشبان والناشطين السياسيين بالأردن اعتصاما أمام رئاسة الحكومة في العاصمة الأردنية عمان أيدوا فيه استمرار الفساد وتدخل جهاز المخابرات في مفاصل الدولة، خلافا للمطالب الإصلاحية التي يعج بها الشارع الأردني. اعتصام «الحقيقة السوداء»، كما أطلق عليه منظموه، جاء كبادرة احتجاج من ناشطين يشاركون في المسيرات والاعتصامات، التي تشهدها الأردن منذ أربعة أشهر للمطالبة بالإصلاح، ليعلنوا للحكومة أنهم مع الفساد وضد الإصلاح إن كانت تريد ذلك حقا. وخلافا للاعتصامات المعتادة لم يصرخ الشبان بأي هتافات، بل قاموا بتكميم أفواههم ورفع لافتات سوداء حملت عبارات مضادة لما تخرج به الاحتجاجات. وكتب على اللافتات «نعم لتدخل المخابرات في كل مفاصل الدولة».. «نعم لسرقة قوت الشعب»..«نعم للذل والإهانة».. و«كتم الأنفاس مطلب شعبي».. و«تسقط التنظيمات والأحزاب المرخصة وغير المرخصة». ولم تخل اللافتات من شعارات طريفة منها «أنا مش بعتب عليك.. خدني بحنانك خدني»، و«مااااع.. ماااع.. أنا خروف»، و«طيري طيري يا عصفورة.. حكومتنا شو غندورة»، و«الرشوة.. الفساد.. المحسوبية.. فاكهة الحياة»، وغيرها من الشعارات. وبرأي فاخر دعاس، أحد منظمي الاعتصام، ومنسق الحملة الوطنية لحقوق الطلبة «ذبحتونا»، فإن الاعتصام لا يمثل «خطوة طريفة للاحتجاج»، بل هو صرخة مدوية لمن يريد أن يسمع أو يفهم من المسؤولين قبل فوات الأوان .وصرح لموقع «الجزيرة نت» أن «رسالتنا في اعتصامنا للحكومة كفى قمعا للشعب ولإرادته». واعتبر أن الاعتصام «رسالة لإنقاذ البلاد مما تجرنا إليه السياسات الحكومية الرافضة للإصلاح والمتساوقة مع الفاسدين الذين يقاومون الإصلاح حفاظا على مصالحهم الخاصة».وقال إن المشاركين في الاعتصام أغلقوا أفواههم بأنفسهم تعبيرا عما تريده السلطة الرسمية منهم، وهي تقاوم المطالبات بالإصلاحات وتشكك في وطنية من يطالبون بها. وبدت الشعارات كرد على ما تشهده المسيرات والاعتصامات من مطالب إصلاحية، حيث علت أصوات شبان حركة 24 مارس مؤخرا تطالب بحل جهاز المخابرات، ليأتي هذا الاعتصام ويطالب بتعزيز دوره في الدولة. كما كتب شبان من الحركة على لافتات حملوها يوم 24 مارس الماضي عبارات «أنا بطلت خاروف»، في إشارة إلى الخروج من دائرة الصمت، ليأتي الاعتصام ويرفع فيه شاب أنه ما زال «خروفا». كما أعاد المشاركون في الاعتصام ترديد شعارات هتف بها مناوئون لشعارات المعارضة، ومنها الشعارات التي تطالب بحل الأحزاب السياسية، ومنها شعار «الشعب يريد حل الأحزاب».
وتارا يتأهب لحسم معركة أبيدجان قال رئيس الوزراء في حكومة رئيس ساحل العاج المنتخب الحسن وتارا إن الوضع مهيأ لشن هجوم سريع على مدينة أبيدجان. يأتي ذلك في وقت انضم قائد جيش ساحل العاج الجنرال فيليب مانغو-الذي لجأ في وقت سابق إلى مقر إقامة سفير جنوب أفريقيا- مجددا إلى قوات الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو. وقال غيوم سورو، رئيس الوزراء بحكومة وتارا في تصريح لتلفزيون «تي سي آي»، التابع لهم إن «الإستراتيجية كانت حصار مدينة أبيدجان، الأمر الذي نجحنا فيه، فقد أرسلنا جنودا إلى وسط المدينة لمضايقة قوات غباغبو ومليشياته ومرتزقته». وأضاف سورو أنهم لاحظوا في أعقاب هذه المضايقات حالة من الذعر العام في صفوف قوات غباغبو، وأن «الوضع الآن أصبح مهيأ لهجوم سريع»، مشيرا إلى أن العملية ستكون سريعة لأنهم اكتشفوا بالتحديد عدد دبابات غباغبو العاملة على الأرض. في هذه الأثناء نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر قريب من قوات غباغبو -الذي يرفض التنحي- أن «الجنرال مانغو عاد لتولي مهامه على رأس الجيش» أول أمس الأحد بعد أيام من لجوئه إلى مقر إقامة سفير جنوب أفريقيا في أبيدجان. وتأتي تلك التطورات بينما تحصن سكان أبيدجان داخل منازلهم استعدادا للمعركة النهائية بين قوات الجانبين المتصارعين على السلطة، لكن هذا لم يمنع من وجود مغامرين تحدوا الوضع المتأزم للخروج في سبيل الحصول على المياه وشراء احتياجاتهم من الطعام. وقد انقطعت مياه الشرب عن معظم أنحاء المدينة، كما أعاق القتال وصول السلع إليها، في حين أفاد بعض التجار بأن أبيدجان تعاني نقصا في المواد الأساسية.وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت السبت الماضي أن 800 شخص على الأقل قتلوا في مدينة دويكوي في أعمال عنف جرت يوم 29 مارس الماضي.