لم يستطع قرار إدارة السكك الحديدية الأخير إنهاء موجة الاحتقان، التي تعيشها شغيلة السكك الحديدية، حيث واصل عمال هذا القطاع الحيوي رفع الشارات الحمراء كشكل من أشكال الاحتجاج، الذي دعت المنظمة الديمقراطية للسكك الحديدية إلى مواصلته في أفق التصعيد من وتيرة النضال، وهو ما أكده ل «المساء» سعيد نافعي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للسكك الحديدية المنضوية تحت لواء المنظمة الديمقراطية للشغل، بقوله: «لقد واصل 85 من العمال رفع الشارات» تنديدا بالأوضاع الاجتماعية التي يعيشونها، والتي وصفوها ب«المزرية». وأضاف نافعي، في تصريح ل «لمساء»، بأن «إدارة السكك الحديدية لم تحترم الحريات النقابية داخل القطاع، حيث تم استخدام لغة التهديد والترهيب مع المحتجين».واعتبر الكاتب العام للمنظمة بأن ما تقوم به الإدارة هو «إرهاب لكل مطالب الشغيلة بحقوقها المشروعة». وتعتزم المنظمة خوض إضراب إنذاري لمدة 24 ساعة، فوضت للمكتب الوطني صلاحية تحديد موعده في حال استمرار الإدارة في رفض مطالب الشغيلة مع تنظيم يوم الغضب خلال هذا الأسبوع. ويشمل هذا اليوم تنظيم وقفة احتجاجية مع اعتصام في محطة القطار المسافرين بالدار البيضاء، إضافة إلى تنظيم ندوة صحفية. وفي الوقت الذي وافقت أربع نقابيات على مقترحات الإدارة، مع إمكانية مواصلة الحوار بخصوص بعض النقط، فإن الكاتب العام للمنظمة اتهم هذه النقابات ب«الموالاة للإدارة» وعدم الاستماع إلى «نبض الشغيلة» لأن هذه «البرتوكولات لا تستجيب للمطالب المشروعة للسككيين». ومن جانبه، أكد الهاني نور الدين، الكاتب العام للجامعة الوطنية لمستقبل السككيين، بأن الاختلاف بين مطالب النقابات والإدارة كان حول 100درهم، مشيرا إلى أن الحوار مع الإدارة مازال مفتوحا من أجل تحقيق مكتسبات أخرى. واعتبر الهادي نور الدين في تصريحات ل«لمساء» بأن ضعف أجور السككيين يرجع إلى السياسات الاجتماعية للإدارة السابقة، حيث تحسنت الأوضاع منذ سبع سنوات وليس منذ الحوار الأخير. وكانت الشغيلة السككيية قد نظمت وقفة احتجاجية يوم الأربعاء الأخير أمام محطة الرباط احتجاجا على ما سماه عمال السكك الحديدية ب«الاختلالات» المتفاقمة للسياسة التدبيرية التي أضحى يعانيها القطاع. وطالب العمال بالزيادة في الأجور وبإقرار تعويضات تتماشى مع غلاء المعيشة وبتقاعد وتغطية صحية يحافظان على المكتسبات، التي حققوها على مدى سنوات. كما طالبوا ب «محاربة كل أشكال الفساد والمحسوبية وإهدار المال العام»، ونددوا بعدم إتمام ورش إصلاح التقاعد، الذي تم تفويته منذ سنة 2002. كما يطالب المحتجون بإرجاع كافة المطرودين النقابيين والمنقولين إلى مقرات عملهم ووظائفهم، فضلا عن رفع «الظلم والقهر» والأخذ بعين الاعتبار كل الشواهد المحصل عليها. وفي نفس سياق طالب العشرات من مستعملي القطارات، أول أمس السبت، في وقفة احتجاجية عفوية بسبب عطب أصاب أحد القطارات بمحطة القطار النسيم ببوسكورة، و تسبب في توقف مباغت واضطراري لجميع القطارات، التي كانت متوجهة إلى الجديدة ومراكش ومطار محمد الخامس بالدار البيضاء على وجه الخصوص، برحيل محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، بسبب هذا الحادث والمشاكل المتكررة التي أصبحت تقترن بقطاع النقل السككي في الفترة الأخيرة. وعبر المسافرون عن غضبهم وامتعاضهم بعد أن توقفت جميع القطارات التي كانت متوجهة إلى المدن المذكورة، خاصة المسافرين الذين كانوا متوجهين صوب مطار محمد الخامس، والذين انتابهم هلع كبير خوفا من أن يضيع عليهم الحادث مواعيد رحلاتهم إلى دول أوروبية وعربية، خاصة بعد أن بلغ التأخير ثلاث ساعات. وأكدت مصادر «المساء» أن المشكل، الذي دام مدة ثلاث ساعات، لم يتم حله إلا في حدود الثالثة قبل العصر، علما أنه وقع في الثانية عشرة ظهرا، وهو ما أثار غضب الجميع، خاصة بسبب الحرارة المفرطة التي سجلت أول أمس السبت والخوف من أن تضيع تذاكر السفر على زبناء بعض الخطوط الجوية، بالإضافة إلى بعض الموظفين الذين كانوا متوجهين إلى مدن الجديدة ومراكش لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع أسرهم، والذين ضاع اليوم الأول من عطلتهم بمحطة النسيم بسبب العطب المفاجئ.