كما كان مقررا أبى شباب 20 فبراير بإقليم الحسيمة أول أمس الأحد إلا أن يستمروا في تنفيذ أشكالهم الاحتجاجية السلمية بكل من الحسيمةالمدينة وبوكيدارن وإمزورن وبني بوعياش، وهي المراكز التي شهدت وقفات احتجاجية ومسيرات شعبية منسجمة مع المطالب التي رفعتها حركة 20 فبراير على المستوى الوطني، دون إغفال مطالبها على المستوى المحلي، والمتمثلة أساسا في التشبث بمطلب فتح تحقيق نزيه في ملابسات وفاة الشباب الخمسة الذين عثر على جثثهم متفحمة بإحدى المؤسسات البنكية بالحسيمة، في ظل الشكوك التي يثيرها الرأي العام المحلي وعائلات الضحايا وحركة 20 فبراير حول الموضوع، حيث طالبت الحركة بتمكين العائلات من التسجيلات المحفوظة بالأرشيف المركزي للبنك الشعبي بالدارالبيضاء لاستجلاء حقيقة ما وقع، مؤكدين بالموازاة مع ذلك استعجالية مطلب إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الأحداث، بعدما اعتبروا أن الاعتقالات تمت بعشوائية مع ما يستتبع ذلك من غياب شروط المحاكمة العادلة. كثيرة إذن هي الشعارات التي رفعتها حناجر العشرات من الشباب، الذين حضروا أمام المحكمة الإبتدائية بالحسيمة، لتعبيرهم عن تضامنهم مع معتقلي أحداث 20 فبراير، الذين ينتظر عرضهم على المحكمة يوم 6 أبريل. إذ أنه من بين عشرات الشعارات التي رفعها الشباب، والتي استهلت بشعار «كرامة، حرية، عدالة اجتماعية»، أكد المحتجون على الطابع السلمي والحضاري لأشكالهم النضالية، والذي عبروا عنه من خلال شعار «سلمية سلمية.. لاحجرة لاجنوية» أردفته شعارات أخرى من قبيل «المحكمة هاهي.. العدالة فين هي»، «اعتقالات استفزازات.. تؤجج النضالات»، «يا سلام عليها ياسلام ديمقراطية ماروكان..الجوع أوكان»، «حقنا في ذمازيغث لغة رسمية، حقنا في ذمازيغث ثقافة وطنية»، وغيرها من الشعارات التي كان تتخللها أبيات من شعر الشابي، التي أصبحت ملازمة لكل مسيرة أو وقفة مطالبة بالتغيير والإصلاح دون أن تخلو الوقفة من شعارات بالريفية تثبيتا للبعد الهوياتي للمنطقة في الشعارات المرفوعة بكل من الحسيمة وبوكيدارن وإمزورن وبني بوعياش. وقد أدانت الحركة في بيانها الختامي كلا من «القمع الممنهج ضد الأشكال النضالية الحضارية، والجرائم المستمرة التي ترتكب في حق أبناء الريف، وازدواجية الخطاب الرسمي في مجال الحريات والحق في الاحتجاج، والتعتيم الإعلامي الممارس ضد نضالات الشعب المغربي، والتدخل الهمجي والعنيف في حق الأساتذة المعتصمين بالرباط، والتهديد والترهيب من قبل السلطات المعنية في حق عائلات الشهداء والمعتقلين». وأضاف البيان أن شباب الحركة عازمون على مواصلة احتجاجاتهم الشعبية والتصعيدية حتى تحقيق المطالب التي حددوها في «إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومعتقلي حركة 20 فبراير، وكشف ظروف وملابسات استشهاد خمسة شباب بمدينة الحسيمة يوم 20 فبراير 2011، والاستجابة الفورية لمطالب الحركة» قبل أن تختم الحركة بالحسيمة بيانها بتأكيد عزمها على تنظيم الذكرى الأربعينية للشباب الخمسة يوم الخميس المقبل عبر عقد ندوة صحفية وتنظيم موكب للشموع أمام الوكالة البنكية التي عثر على جثثهم بها.