«الوزيرة.. بْرَّا..الوزيرة..بْرّا»، «عْليكْ لامانْ..عليك لامانْ..لا حكومة لا برلمانْ»، «حكومة الخونة.. حكومة الشفارة»... بمثل هذه الشعارات، استقبل المئات من طلبة جامعة ابن طفيل في القنيطرة، أول أمس، نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، التي حلت بكلية الاقتصاد لإلقاء محاضرة حول موضوع «المرأة المغربية والمكتسبات الحقوقية». وقد اجتمعت حشود الطلبة في المدرج الذي احتضن ندوة الوزيرة الصقلي وشرعوا في التعبير، بطريقة سلمية وحضارية، عن رفضهم هذه الزيارة، وهتفوا بشعارات تدعو إلى «إسقاط الحكومة والفساد والاستبداد»، داعين إياها إلى مغادرة أسوار الجامعة فورا. وقد وجدت الصقلي، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، نفسها جد محرجة في مواجهة «الغضب الطلابي»، لا سيما بعد محاصرة المحتجين لها على طول المسلك المؤدي إلى البوابة الرئيسية للجامعة، ولم تتمكن من ركوب سيارتها إلا بشق الأنفس. وقد لاقت الوزيرة، التي كانت مصحوبة بعبد الرحمان طنكول، رئيس الجامعة، انتقادات جد لاذعة وكادت تفقد سيطرتها على أعصابها، بعدما خاطبها طالب شاب بعبارة «نتي ما وزيرة ما حتى لعبة»... حيث التفتت نحوه وعلامات الغضب بادية على ملامحها، دون أن تنبس ببنت شفة، وقد ارتسمت على ملامحها أمارات التضايق الشديد مما وقع. وواصل طلبة جامعة ابن طفيل احتجاجاتهم، حتى بعد رحيل نزهة الصقلي، وصبُّوا جام غضبهم على الحكومة وطالبوا برحيلها، هي أيضا، وبتحريك مسطرة المتابعة في حق كل «المتورطين في نهب المال العام»، ودعوا إلى حسن تدبير أموال الشعب وعدم صرفها في تنظيم الحفلات والسهرات الباذخة. وقد بثت صورَ محاصرة المحتجين للوزيرة وطردها من جامعة ابن طفيل في القنيطرة العديد من المواقع الإلكترونية، صوتا وصورة، وعرفت إقبالا كبيرا من طرف متصفحي الشبكة العنكبوتية. وتعيش جامعة ابن طفيل، منذ أسابيع، على صفيح ساخن، بسبب الاحتجاجات المتواصلة للطلبة، للتنديد بالنظام التعليمي القائم، اتخذت العديد من الأشكال النضالية، بينها مقاطعة الدروس وتنظيم مسيرات حاشدة، تصدت لها القوات العمومية بقوة، مخلفة بذلك العديد من الإصابات.