تضاعف في السنوات الأخيرة عدد النساء العاملات كأحد مظاهر الحياة العصرية والمساواة بين الجنسين، حيث أضيف العمل داخل المنزل إلى عبء العمل خارجه، فأصبحت المرأة تتحمل عبئا مضاعفا إذ انضافت إليها مسؤولية العمل، مما جعلها تجد صعوبة في الموازنة بين متطلبات العمل ومسؤولية المنزل الملقاة غالبا على كاهلها وحدها، مما يستنزفها جسديا ونفسيا، ذلك أنها في خضم كل هذه الضغوطات قد تهمل أحد أهم أسس صحتها وهي التغذية السليمة المتوازنة، وتعرض قوامها وصحتها لخطر إما زيادة الوزن أو سوء التغذية وما يليه من مضاعفات خصوصا في مراحل حساسة في حياتها كالحمل والولادة وفترة الإرضاع، التي تحتاج مزيدا من الانتباه والاعتناء بالحالة الغذائية والصحية للمرأة. فبسبب الانشغالات الكثيرة وضيق الوقت قد تهمل المرأة العاملة وجباتها الرئيسية وأولها الفطور، هذه الوجبة المهمة جدا والتي يمكن أن نعتبرها الوجبة الأهم والأساس السليم في العادات الغذائية الصحية. لكن المرأة العاملة قد تضطرها ظروف العمل والمنزل إلى مغادرته دون تناول فطورها وفي أحسن أحوالها قد تتناوله بشكل سريع وعشوائي، والأكيد أن لهذا الأمر آثارا جانبية سواء على المدى القصير أو البعيد مع التعود على هذا الأمر ذلك أن لوجبة الفطور أهمية بالغة، خصوصا لدى المرأة العاملة كونها مطالبة بتحقيق مردود جيد في عملها بالإضافة إلى انجاز واجباتها المنزلية، وتناول وجبة الفطور بالشكل الصحيح سيمنحها الطاقة الكافية واللازمة من أجل أن تبدأ يومها بكل نشاط وحيوية، خصوصا الأعمال التي تتطلب تركيزا ودقة. والملاحظ أن أغلب السيدات العاملات لا يلتزمن بتناول فطور صحي بدعوى ضيق الوقت أو عدم وجود شهية للإفطار، رغم أن هذا الأمر صحيح إلا أنه لا يجب الاستسلام له بل على العكس فتفويت وجبة الإفطار وهي وجبة أساسية خلال اليوم، قد يؤدي إلى حدوث ألم في الرأس وضعف التركيز بسبب هبوط مستوى السكر في الدم، كذلك فالامتناع عن تناول الإفطار يؤدي إلى تصويم الجسم أكثر من 14 ساعة، خصوصا مع التوقيت المستمر الذي يزيد من مدة الامتناع عن الأكل، وهي مدة طويلة جدا تجعل الجسم يقلل من تصريفه للطاقة بشكل مهم خصوصا مع التعود على الأمر وقد يؤدي إلى السمنة عند بعض السيدات اللواتي لديهن ميل إلى ذلك.