شهد مقر "دوزيم" وقفة احتجاجية نفذها كافة المتعاونين مع القناة كعمال من الدرجة الثانية، للمطالبة بتحسين وضعيتهم وللتعبير عن استيائهم من التأمين الاجتماعي والصحي والاستفادة من التكوين المستمر ومن عدم إسناد المهمات الخارجية لهم رغم كفاءتهم. وكان المتعاونون، وعددهم 140 فردا، قد قاموا بحمل الشارة للتنديد بأوضاعهم منذ ثلاثة أسابيع، واستقبلهم المدير العام للقناة، واعدا إياهم بدراسة الحالة وبتقديم حلول لمشاكلهم. ويأتي هذا التصعيد، حسب ما أكد بلاغ صادر عن المجموعة، بعد صمت الإدارة عن تقديم أي جواب. وأكد المحتجون أن ذلك يؤثر على وضعيتهم الاجتماعية، على اعتبار أن الأمر يتعلق بمصير 140 أسرة، وذكّروا بواقعهم المهني، بعد أن وصلت بعض عقود العمل إلى خمس سنوات دون أي أمل في تحسين وتسوية وضعيتهم. وفي ارتباط بالموضوع، انعقد الاجتماع الشهري بين نقابة القناة الثانية والإدارة العامة للقناة في بداية الأسبوع الماضي. وقد تطرق اللقاء لتتبع الاتفاقات المتوصَّل إليها، إضافة إلى القضايا المستعجلة، التي عرضها الوفد النقابي، ومن بينها إخراج الهيكل التنظيمي للقناة إلى حيز الوجود، تطبيق التعريفة الجديدة للتعويضات عن المهام والتفاوض مع المكتب الوطني للسكك الحديدية في أفق عقد اتفاق معه، لتسهيل تنقل العاملين القاطنين خارج البيضاء بشروط تفضيلية، فضلا على ضرورة إيجاد حلول منصفة وواقعية للحد من معاناة العاملين غير المرسمين. وقد استأثر موضوع مشاكل الخط التحريري العام والسياسة المتبعة في نشرات القناة الإخبارية بحيز واسع في النقاش، بعد التداعيات السلبية الأخيرة، وعلى رأسها الاستفزازات والاعتداءات التي استهدفت بعض أطقم القناة، والتي أدانها المكتب النقابي، في حينها، وراسل بشأنها الجهات المعنية. و"استلهاما للمواقف المبدئية لنقابتنا من هذا الموضوع وتجاوبا مع اقتراحات وطموحات العاملين ومهنيي القناة، بمختلف تخصصاتهم، وتقاطعا مع مطالب المجتمع المغربي، وفي مقدمته حركة شباب 20 فبراير، المعبَّر عنها في الأسابيع الأخيرة، فقد فتحت النقابة مع المدير العام، حوارا جديا حول مطالب ملموسة وإجراءات عاجلة حول الإصلاحات الضرورية في الخط التحريري للقناة، بمختلف مكوناتها، بعد اللقاءات التشاورية الواسعة والمتعددة التي باشرها المجلس النقابي مع المهنيين"، يقول بلاغ التقابة. وانطلاقا من هذه المشاورات، وأخذا بعين الاعتبار أن مطالب إصلاح الإعلام لا تهم القناة الثانية لوحدها، بل تتعداها لتشمل كافة مكونات الإعلام العمومي، ووعيا منا بأن أي مبادرة لإصلاح الإعلام العمومي تتطلب انخراط الجميع، من مهنيين وفعاليات وهيآت مدنية نقابية وسياسية، فقد عمدت النقابات الثلاث الأكثر تمثيلية في قطاع الإعلام السمعي -البصري العمومي إلى تنظيم ندوة صحافية يوم الثلاثاء، 15 مارس، في الرباط، حيث قدمت أرضية مطالب الإصلاح من أجل "إعلام عمومي مواطن في خدمة الشعب ويرسّخ قيم الحداثة والديمقراطية والتعدد والاختلاف". ولتحقيق هذه المطالب، اتفقت النقابات الأكثر تمثيلية على تسطير برنامج نضالي ينطلق من الآن ويهدف إلى إعادة الاعتبار إلى قنوات الإعلام السمعي -البصري العمومي وإلى رأسمالها البشري، وفي مقدمته مهنيو القناة الثانية، الذين يطالبون بإرجاع المصداقية إلى مؤسستهم وباسترجاع الوهج الذي طبع علاقة "M2" بجمهورها طيلة أزيد من عقدين.