اعترف سجين من سجناء الحق العام، يقضي عقوبة بالسجن المدني لآسفي، بكونه كان شاهدا على مطاردة أمنية لتاجر المخدرات المعروف، عبد العزيز بكري، وبكون تلك المطاردة انتهت بمقتله على أيدي فرقة أمنية بآسفي ليلة 24 و25 أكتوبر 2004 وبكونه يعرف مكان دفن جثته، مضيفا في أقواله المدونة في محضر للفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي زارته قبل يومين بالسجن المدني لآسفي، أن هذه الجريمة ظلت سرا لا يعرفه غير الواقفين وراءها، على حد قوله. وتوصلت «المساء» بمعلومات إضافية حول إحدى أغرب القضايا الأمنية التي طمست منذ سنة 2004 وكانت مدينة آسفي مسرحا لها، ومن ذلك أن سيارة تاجر المخدرات عبد العزيز بكري لازالت بالمحجز البلدي للسيارات، وهي من نوع «بي إم دوبل في» وتبدو عليها علامات تفجير قوي يجهل مصدره وملابساته المترتبة عن تلك المطاردة الأمنية التي جرت ليلة 24 و25 أكتوبر 2004. واستنادا إلى أقوال الشاهد السجين حول هذه القضية المثيرة، فإنه يتوفر على جميع تفاصيل هذه المطاردة التي يقول إنها انتهت بمقتل تاجر المخدرات عبد العزيز بكري على أيدي فرقة أمنية يعرف أفرادها بالاسم، وأن تلك المواجهة انتهت بمقتل تاجر المخدرات ودفنه في مكان سري يمكن أن يحدد مكانه، على حد قوله، مضيفا أنه قرر الاعتراف بهذه الجريمة التي ظلت لغزا منذ سنة 2004 بعدما أصبحت تراوده كوابيس على علاقة بحضوره مقتل عبد العزيز بكري. وحسب معطيات توصلت إليها «المساء»، يوجد بين المتورطين في مقتل ومطاردة عبد العزيز بكري ليلة 24 و25 أكتوبر 2004 اسم لأحد ضباط الشرطة المعروف بممارسته للتعذيب والمبحوث عنه حاليا بعد إدانته ب 10 سنوات سجنا في جريمة قتل أخرى جرت داخل مخفر شرطة بمدينة مراكش، حيث رفض المعني بالأمر الامتثال للعدالة وظل حرا طليقا إلى اليوم يعيش في الخفاء بمدينة آسفي في انتظار تقادم الحكم القضائي الذي يطارده. وقد أبدى مركز حقوق الناس فرع آسفي في اتصال خاص ب«المساء» تخوفه من ألا يتخذ التحقيق الذي باشرته فرقة خاصة من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مجراه الصحيح، بالكشف عن ظروف اختفاء ومقتل عبد العزيز بكري وتحديد ظروف مقتله، والكشف عن مكان جثته واستخراجها وإجراء تشريح طبي عليها ومتابعة الواقفين وراء هذه الجريمة، مضيفا أن هناك أيضا تخوفات من الضغط على الشاهد الوحيد في هذه القضية، الذي يقضي حاليا عقوبة بالسجن المدني لآسفي حتى يغير أقواله.