شدد خبير في العلاقات الدولية ,اليوم السبت ببني ملال على الأهمية التي تكتسيها الدبلوماسية الموازية في إحقاق حق المغرب ودحض مناورات أعداء وحدته الترابية . وأوضح السيد عبد القادر عباوي ,مسؤول سابق بالاممالمتحدة وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الاقتصادية الدولية , في محاضرة , أن الوضع السائد في المنطقة والذي تغذيه الاطماع التوسعية للجزائر وصنيعتها (البوليساريو) , يتطلب التعبئة وتظافر جهود كل المغاربة على جميع المستويات سواء كانوا مسؤولين أو منتخبين أوفعاليات حزبية ونقابية وجمعوية أو مواطنين عاديين . وأبرز السيد عباوي ,وهو مدير سابق لشعبة مجلس الامن الدولي, في هذا السياق , الدور الهام الذي يمكن أن تضطلع به الجاليات المغربية المقيمة في الخارج , خاصة في الدول المؤثرة على الصعيد العالمي ومنها دول شمال وجنوب القارة الأمريكية والاتحاد الاوربي دون إغفال الدول الافريقية , في التأثير على الرأي العام المحلي وجمعيات المجتمع المدني بحكم تواجدها واحتكاكها ومعرفتها بمجتمعات هذه البلدان . ودعا بالمناسبة "الاشقاء في الجزائر إلى تغليب مصلحة إنشاء المغرب العربي الكبير على أسس صلبة عوض الانسياق وراء الترهات والاوهام" , مؤكدا أن المغرب عبر غير ما مرة عن تصميمه الاكيد على عدم التفريط في أي شبر من ترابه وعزمه على الدفاع عن وحدته الترابية بكل الوسائل المشروعة . وذكر السيد عباوي في محاضرته , المنظمة من طرف رئاسة جامعة السلطان مولاي سليمان بتعاون مع جريدة (ملفات تادلة) تحت عنوان "قضية الصحراء المغربية .. التطورات الجديدة وتحديات الدبلوماسية المغربية" , أن الدبلوماسية الرسمية تواجه تحديات جمة ,مؤكدا على أهمية دعم المغرب علاقاته الاستراتيجية أكثر مع الجارتين اسبانيا وموريتانيا ومع باقي الدول الافريقية . كما دعا الى تفعيل الدبلوماسية الموازية عن طريق المثقفين ورجال الاعمال والاعلام والمرأة لاقناع الشعوب بعدالة القضية الوطنية , مشيرا إلى أن الوضع غير المستقر في المنطقة يبعث على التخوف ويهدد السلم والامن العالميين , خاصة بعد تأكد انضمام عصابات (البوليساريو) إلى إرهابيي ما يعرف ب"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" . وأضاف أن المغرب في الوقت الذي يعبر فيه عن صدق نواياه وتشبثه بالسلم بطرحه لمشروع الحكم الذاتي الذي وصفته الاممالمتحدة بالجاد وذي المصداقية , تحاول الجزائر ومن يسير في فلكها الصيد في الماء العكر برفض كل المحاولات الهادفة إلى وضع حد لنزاع طال أمده . وأكد في هذا السياق أن كل المؤشرات الحالية تؤكد على أن حل الاستفتاء الذي يتشبث به المرتزقة أصبح متجاوزا , خاصة بعد أن طالبت الاممالمتحدة من الاطراف المعنية البحث عن دينامية جديدة تيسر البحث عن حل سياسي ومواصلة المفاوضات بنهج جديد يراعي التطورات الاخيرة الحاصلة , في إشارة لا لبس فيها إلى مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب , والذي أيدته مجموعة من الدول . ودعا المحاضر , وهو أيضا مستشار قانوني ,الجزائر إلى التخلي عن أوهامها وفتح حوار جدي مع المغرب لايجاد حل للنزاع الذي اعتبره صراعا سياسيا , وذلك للمساهمة في إقامة مغرب عربي كبير يسود دوله السلم والامن والاستقرار , وذلك لضمان تنمية وازدهار شعوبه وتجنبيهم ويلات الارهاب والحروب التي تجتاح مناطق أخرى من العالم .