في الوقت الذي تشهد فيه ظاهرة النقش بالحناء السوداء انتشارا كبيرا خلال هذا الصيف، خصوصا عند النساء، أطلقت الوكالة الفرنسية للأمن الصحي تحذيرا عاجلا من خطر الوشم بالحناء السوداء على الجلد، وكشفت الوكالة أن هذا النوع من الحناء ب«مجرد اتصاله بالجلد يتسبب في ظهور نوع من الحساسية الجلدية التي قد تدوم مدى الحياة». وقد حذرت الوكالة الفرنسية من استعمال هذا النوع من الحناء، هذه الأخيرة التي تفقد لونها الطبيعي البرتقالي الذي يتحول إلى أسود قوي بسبب خلطه بمادة كيميائية تدعى «بي بي دي» والتي تتسبب في حساسية شديدة. المادة الكيميائية، كما ذكرت وكالة الأمن الصحي الفرنسية، تستعمل في الأصل كمكون لبعض أنواع صباغة الشعر، وأيضا كملون لبعض مركات الأثواب وكتركيبة تكميلية لمادة «الكاوتشو» البلاستيكي. هذه المادة التي تستعملها العديد من محترفات مهنة «النقش» في المغرب تباع عند كل باعة مواد البناء ومواد الصباغة و«الدروكريات»، ويتم خلطها بالحناء لتكتسب اللون الأسود الفاقع، الذي يجعل المشاهد يعتقد أن الوشم الأسود على الجلد هو وشم حقيقي، ولكن ما كشفت عنه الأبحاث الأخيرة هو أن هذه المادة الكيميائية بمجرد اتصالها بالجلد تتسبب في ظهور حساسيات، وذكرت الوكالة أنها يمكن أن تتسبب في ظهور حساسيات شديدة «إيبيرسونسبيلتي» مدى الحياة. كما أن هذه المادة تتسبب في المستقبل في ظهور بعض أنواع «الإكزيما» وإذا تطور الأمر قد يحتاج مستعمل هذا النوع من الوشم إلى تدخل طبي عاجل. وفي تعليقها على الموضوع، أكدت الطبيبة زينب جسوس، المختصة في الأمراض الجلدية بالدار البيضاء، ما جاء في نتائج الدراسة الفرنسية، وقالت إن «الوشم الأسود ليس حناء لأن لون الحناء الطبيعي ليس أسود وإنما أحمر»، وفسرت ذلك بكون «الحناء يتم خلطها بالعديد من المواد الكيميائية مما يتسبب في حدوث الحساسيات»، في المقابل أكدت الطبيبة أن «الوشم بالحناء السوداء خطير جدا ويمكن أن يتسبب في مضاعفات خطيرة جدا ويدمر الجلد». وحول عدد المغاربة الذين أصيبوا بحساسية جراء الوشم بالحنة السوداء، قالت زينب جسوس، «تقريبا كل يوم هناك حالة أو حالتان في المتوسط إن لم يكن أكثر»، وذكرت أن الحساسية «تبدأ في الظهور في اليوم الثاني لوضع الوشم وتبدأ بحكة صغيرة»، وحول تطور الحساسية قالت الطبيبة إن «الحساسية تتطور فيما بعد إلى حبيبات صغيرة حمراء تتقيح فيما بعد ثم يحدث الالتهاب»، وحول ما ذكرته الوكالة الفرنسية من أن «الوشم بالحنة السوداء قد يتسبب في حساسيات مدى الحياة»، علقت جسوس أن «الأمر وارد وممكن جدا لأن المكونات المستعملة لإبراز اللون الأسود خطيرة جدا على الجلد». وصرح مصدر من وزارة الصحة بأن «الوزارة لم تنجز يوما بحثا في هذا الصدد وليست لديها معطيات حول الموضوع»، في وقت تشهد فيه ظاهرة الوشم بالحنة السوداء ارتفاعا خلال فصل الصيف، وهو ما أكدته زينب جسوس قائلة: «يزورني عدد كبير ممن أصابتهم الحساسية بسبب هذا النوع من الوشم» وأكدت: «كل يوم تزورني حالتان إلى ثلاث حالات». للإشارة فالتحذير من استعمال الوشم بالحنة السوداء في فرنسا يأتي أشهرا قليلة بعد المنع الذي تعرضت له «الطواجين» المغربية في أستراليا، هذه الأخيرة التي حظرت استيراد هذا النوع من الأواني من المغرب بحكم توفره على كميات كبيرة من مادة الرصاص.