يواصل طلبة الحي الجامعي بطنجة اعتصامهم منذ أزيد من أسبوعين احتجاجا على الأوضاع المزرية داخل الحي، إضافة إلى ما قالوا إنه «سوء» تدبير لمرافق الحي من لدن الإدارة، وعلى رأسها المدير الذي يواجه دعوات تطالب برحيله، بالإضافة إلى الصمت المطبق للعميد. ويعيش الحي الجامعي، التابع لجامعة عبد المالك السعدي، احتجاجات متواصلة يقودها الطلبة القاطنون ضد إدارة الحي، التي يقول الطلبة إنها تمارس التفافا «مشبوها» حول مطالبهم، التي وصفوها ب«المشروعة». كما وجه الطلبة انتقادا لاذعا إلى العميد محمد يحيى، الذي يواجه مطالبهم بلامبالاة غريبة، وفق تعبيرهم، على الرغم من علمه بالحالة المزرية التي يعيشها قاطنو الحي، وقد طالبوا برحيله. ويقيم الطلبة اعتصاما مفتوحا دخل أسبوعه الثالث، بعدما فشلت الإدارة في التوصل إلى حل ينسجم مع مطالب المعتصمين، الذين قرروا مواصلة الاعتصام حتى تتم الاستجابة إلى جميع مطالبهم. وبلغت حدة الاحتقان داخل الحي الجامعي بين الطلبة ومدير المؤسسة إلى درجة المطالبة برحيل المدير، الذي قالوا إنه المسؤول عن جميع الاختلالات التي يشهدها الحي الجامعي. ونظم الطلبة وقفات احتجاجية بدأت بحلقيات وصفت بالتوعوية، ومسيرات جابت مختلف مرافق الحي الجامعي، انتهاء باعتصامات متواصلة، ومبيت جماعي للطلبة بقاعات المطالعة، احتجاجا على ما آلت إليه الأوضاع في مختلف المرافق الجامعية بطنجة. وشهدت الاحتجاجات التي انطلقت قبل أسبوعين اِلتفاتة نوعية ووحدة طلابية غير مسبوقة، إذ تخلى كل المشاركين فيها عن انتماءاتهم السياسية، بعدما توحدت مطالبهم، التي يؤكدون على ضرورة تحقيقها حتى تعود الحياة إلى طبيعتها داخل الحي الجامعي. وهدد المعتصمون السلطات الجامعية برفع تقرير إلى مؤسسة ديوان المظالم يتضمن ما قالوا إنها خروقات واختلالات تشوب التسيير الإداري لهذا الحي الجامعي، مطالبين في هذا الصدد بإيفاد لجنة إلى الحي الجماعي كي تتقصى بشأن هذه الخروقات. وتقول مصادر طلابية إن إدراة الحي وتحت الضغط الذي مارسه الطلبة القاطنون أكدت أنها ستعمل على بناء مطعم للحي الجامعي وإخلاء الغرف المستعملة من طرف أعوان الإدارة وتقديمها للطلبة، وإخلاء الطالبات من الجناحين 6 و 7 وإرجاعهما، كما كان الحال سابقا، للطلبة. وتعتبر هذه الإجراءات من بين المطالب التي كان المعتصمون يطالبون بتوفيرها. وتؤكد نفس المصادر بأن المعتصمين كانوا يطالبون بإعفاء رئيس مصلحة الشؤون الطلابية من مهامه، وإزالة الغرفة المخصصة لابنته باعتبارها قاطنة داخل المدينة، وأن حصولها على غرفة داخل الحي يعتبر تجاوزا خطيرا لقوانين الأحياء الجامعية. غير أن الإدارة، حسب مصادر طلابية، لم تقدم أي ضمانات لترحيل الطالبات إلى الأجنحة الأخرى، وهو ما يهددهن بالتشرد والبقاء بدون مأوى، الأمر الذي جعل لجنة الحوار التي تمثل الطلبة أمام الإدارة تعلن انسحابها من هذا الحوار وتعود إلى ساحة الاعتصامات مجددا. وتعيش جامعة عبد المالك السعدي بطنجة وضعا مزريا بالنظر إلى حالة التردي في مختلف قطاعاتها، كما أن الطلبة سبق أن عانوا الأمرين في مواجهة العمادة، حيث سبق لطالب أن اعتقل وأمضى عدة شهور حبسا.