تعيش مدينة طنجة على وقع فضيحة عقارية، مدوية بعدما قرر والي المدينة، محمد حصاد، فتح جزء كبير من المحمية الطبيعية «السلوقية» وهي عبارة منتزه طبيعي مغطى بالأشجار ويطل على البحر أمام المشاريع السكنية. وقالت مصادر موثوقة ل«المساء» إن هذا المنتزه الطبيعي والمحمي، والذي تصل مساحته إلى 200 هكتار، سيتحول إلى مشاريع سياحية وسكنية. وإن والي المدينة محمد حصاد، يضغط في اتجاه تغيير تصميم المنطقة وتحويلها إلى منطقة سكنية. وأفادت نفس المصادر أن الوالي ربما يكون قد تعرض لضغوطات من قبل جهات مركزية نافذة من أجل فتح المنطقة أمام المشاريع العقارية، معتبرة أنه في حالة ما إذا حدث ذلك ستكون المدينة قد تعرضت لأكبر عملية إجهاز على غاباتها ومناطقها الخضراء. وحذرت المصادر نفسها والي المدينة من فتح هذه المحمية الطبيعية أمام من باتوا يعرفون داخل المدينة ب»وحوش العقار»، الذين حطم بعضهم «الأرقام القياسية» في نهب المناطق الخضراء وفي ارتكاب المخالفات الفاضحة في مجال التعمير. وفي حال إتمام هذه الصفقة المريبة، فإن طنجة ستكون من جديد على موعد مع فضيحة مدوية أخرى، أمام صمت مريب للجماعات المنتخَبة وللجمعيات وللسلطات المركزية. وأشارت المصادر إلى أن الوالي يتحمل المسؤولية الكاملة في ما يمكن أن تتعرض له هذه الغابة التي توجد فيها أشجار فريدة من نوعها، فضلا على كونها تضفي جمالية خاصة على تلك المنطقة وتساعد في خفض نسبة التلوث، حيث تعتبر طنجة المدينة الأولى مغربيا في نسبة التلوث. وتقول مصادر مطلعة إنه في الوقت الذي يدعو الملك محمد السادس إلى النهوض بالتنمية المستدامة، وفي صلبها المسألة البيئية، باعتبارها قوام النمو الأخضر، فإن المسؤولين في مدينة طنجة «يسيرون عكس التوجهات الملكية»، وإن فتح المحمية الطبيعة أمام المشاريع العقارية ما هي إلا نموذج بسيط للتوجه الذي يتبنونه في النهوض بهذه المدينة. وتأتي محاولات الإجهاز على غابة «السلوقية» في الوقت الذي احتفلت طنجة مؤخرا باليوم الوطني للبيئة، حيث أوصى المحتفلون بضرورة الحفاظ على المنتزهات والمساحات الخضراء القليلة المتبقية داخل المدينة. وليست غابة «السلوقية» الغابة الوحيدة في مدينة طنجة التي تهددها مشاريع العقار، فقد سبقتها إلى ذلك غابات أخرى، وعلى رأسها غابة «الرهراه» و»مسنانة» وغيرهما، واللتين تحوّلتا في ظرف قياسي إلى أحياء عشوائية متوحشة. من جهتها، حذرت رابطة حماية المستهلكين في طنجة، في بياناتها السابقة، من خطورة الاقتراب من الغابات والمنتزهات المتبقية في المدينة، ودعت في المقابل إلى فتح تحقيق عاجل في ما تعرضت له غابة «الرهراه» من سطو وصفته ب«غير المبرر»، وضرورة تكتل المجتمع المدني من أجل حماية غابة «السلوقية» كما دعت الرابطة السلطات المحلية والمنتخبين إلى تحمل مسؤوليتهم إزاء ما تتعرض له المناطق الخضراء والمحميات الطبيعية في المدينة وإلى الضرب على أيادي العابثين والسماسرة الذين ثبت تورطهم في عمليات السطو على الفضاءات الخضراء في المدينة.