في الوقت الذي لا يزال فيه القصف متواصلا على الثوار، قال التلفزيون الليبي، يوم أمس الاثنين، إن القوات المسلحة الليبية ستصدر عفوا على الجنود المنشقين إذا سلموا سلاحهم. وأضاف، في شريط للأخبار، أن القوات المسلحة «تعلن إلى جميع العسكريين المغرر بهم أنه سيتم العفو عن كل عسكري يرجع نادما ويسلم سلاحه». ومن جهتها، قالت وكالة «أنترفاكس» الروسية للأنباء، يوم أمس الاثنين، أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف صرح بأن الزعيم الليبي معمر القذافي وأفراد عائلته ممنوعون من دخول روسيا. وأضاف أنه يحظر عليهم أيضا القيام بأي تعاملات مالية في روسيا. أما ميدانيا، فأعلن وزير الداخلية الليبي السابق اللواء عبد الفتاح يونس، الذي انشق عن نظام الزعيم معمر القذافي، أن الثوار الذين تراجعوا شرقا تحت هجمات القوات الموالية للزعيم الليبي سيدافعون عن مدينة أجدابيا «الحيوية» و«الاستراتيجية»، وأضاف أن «أجدابيا تقع على محور الطرق المؤدية إلى الشرق، إلى بنغازي وطبرق، وكذلك إلى الغرب»، مؤكدا أن «الدفاع عن أجدابيا مهم جدا». ومن جانب آخر، ذكرت مصادر في المعارضة أن الثوار استعادوا السيطرة على مدينة البريقة النفطية، وقال شهود عيان إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي سيطرت على البريقة في وقت سابق. ومن جهته، قال رشيد خالقوف، منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة الخاص بليبيا، إنه يأمل، خلال زيارته التي بدأها بطرابلس، أن يحصل على تسهيلات لدخول جميع المناطق، ومنها الأجزاء الشرقية من البلاد، من أجل تقييم الوضع الإنساني على الأرض. هذا، وقال وليام هيج، وزير الخارجية البريطاني، يوم أمس الاثنين، إن نجاح الزعيم الليبي معمر القذافي في سحق المعارضة والاستمرار في السلطة سيكون كابوسا للشعب الليبي. وتابع لهيئة الإذاعة البريطانية: «إذا تمكن القذافي من الهيمنة على أجزاء كبيرة من البلاد، فسيكون هذا كابوسا طويلا للشعب الليبي وستكون دولة منبوذة لبعض الوقت». وتضغط بريطانيا وفرنسا من أجل فرض منطقة حظر جوي لحماية الليبيين من الضربات الجوية التي تشنها القوات التابعة للقذافي. هلوسة وزارة الدفاع الليبية أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الليبية، ميلاد الفقهي، أول أمس الأحد، أن «7 ملايين ليبي لن يفرطوا في الزعيم الليبي معمر القذافي وفي المجد الذي صنعه على مدى 40 عاما»، مؤكدا أن «القذافي ليس مِلكاً للشعب الليبي فقط، بل مِلكٌ لكل أحرار العالم». وعن الموقف العسكري، قال إنه تم تحرير وتطهير «الزاوية ورأس لانوف وبن جواد والبريقة»، وإن العمليات أسفرت عن «سقوط عشرات القتلى والجرحى»، مشيرا إلى أن «الجيش الليبي حقق انتصارات واسعة واستعاد مواقعه». وأضاف أن «التحذيرات صدرت إلى المسلحين قبل بدء العمليات بتسليم أسلحتهم والعودة إلى منازلهم»، وأن «الذين رفضوا كان عليهم أن يواجهوا السلاح، والنتيجة معروفة». وأكد أنه «لم تكن هناك على الإطلاق في ليبيا تظاهرات أو احتجاجات سلمية، بل عصابات مسلحة قامت بالاستيلاء على مخازن الأسلحة واستخدامها في الهجوم على مراكز الشرطة والزحف نحو مدن أخرى». وأشار إلى أن «الجيش الليبي لم يوجّه أسلحته المتطورة التي أنفق عليها المليارات إلى صدور الليبيين». وشدد على أن «ليبيا تجاوزت كل مظاهر الاحتجاج لأن فكرة العلاقة بين الحاكم والمحكوم انتهت منذ عام 1979 عندما خرج القذافي من السلطة نهائيا وأصبح الشعب الليبي هو السلطة وصاحب القرار». وأكد أن من «قاموا بالأعمال المسلحة هم من عناصر القاعدة أو ممن تلقوا تدريبا في الخارج أو من العائدين من معسكر غوانتانامو». وأعلن أن «المسلحين استغلوا القرارات الصادرة من القائد الأعلى للقوات المسلحة بعدم إطلاق النار على مهاجمي معسكرات التدريب العام، وقاموا بالاستيلاء عليها ومصادرة أسلحتها». وقال إن «إطلاق النار مباشرة على المهاجمين كان من الممكن أن يوقع مئات الضحايا». وأوضح أن «الحركة المسلحة المخربة انتهكت حرمة المساجد في الزاوية والبيضا وحولتها إلى مراكز أسلحة». تشافيز يحذر من «فيتنام جديدة» هدد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الولاياتالمتحدةالأمريكية بحرب جديدة على غرار حرب فيتنام في حال قامت بعمل عسكري عدواني ضد ليبيا. وقال تشافيز، في كلمة بثها التلفزيون الفنزويلي أول أمس الأحد، إنه إذا غزا الأمريكان ليبيا فسوف يواجهون حربا جديدة مثل الحرب التي واجهتهم حين غزوا فيتنام. ويتوقع الرئيس الفنزويلي أن يرتفع سعر برميل النفط - في حال تدخل الأمريكان في حرب أهلية تشهدها ليبيا - إلى 200 دولار. وقتل نحو 60 ألف شخص من أفراد القوات المسلحة الأمريكية في فيتنام خلال فترة ما بين عامي 1964 و1975. وذكر تشافيز أن الولاياتالمتحدة وبعض حلفائها في أوربا يخططون للتدخل العسكري في شؤون ليبيا بعد أن أجروا المحادثات مع القيادة الليبية الحالية قبل بضعة أشهر. كما جدد الرئيس الفنزويلي دعوته المجتمع الدولي إلى أن يقوم بدور الوساطة لحل الأزمة الليبية. أردوغان يعارض تدخل الناتو أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، يوم أمس الاثنين، أن قيام حلف شمال الأطلسي بأي عملية عسكرية في ليبيا لن يكون مفيدا وسيكون محاطا بالمخاطر. وجاء هذا التصريح بينما تحاول فرنسا إقناع القوى الغربية بفرض حظر جوي على ليبيا. وقال أرودغان، في مؤتمر صحفي في إسطنبول: «شهدنا من نماذج أخرى أن التدخلات الأجنبية، خاصة التدخلات العسكرية، تعمق فقط المشكلة. ولذلك نرى أن التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي في دولة أخرى غير مفيد بالمرة، بل الأكثر من هذا أننا قلقون من أنه قد يخلق نتائج خطيرة». وتعتبر تركيا هي الدولة المسلمة الوحيدة في الحلف. وصرح وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، في وقت سابق، بأن بلاده قامت بأكبر حملة إجلاء في تاريخها بسبب الاضطرابات الدموية التي تشهدها ليبيا حاليا. وسبق له أن صرح للوكالة الألمانية بضرورة الحذر في الإدلاء بتصريحات في مثل هذا الموقف المعقد، وقال: «ينبغي علينا ألا نخطئ»، موضحا في ذلك ضرورة الإدلاء ب«التصريحات المناسبة في الوقت المناسب». اختفاء صحفيين في ليبيا قالت لجنة حماية الصحفيين إن سبعة صحفيين، ينتمون إلى مؤسسات إعلامية مختلفة ممن يغطون الأحداث في ليبيا، قد انقطعت أخبارهم، معربة عن قلقها العميق بشأن سلامتهم. وأشارت اللجنة إلى أن آخر هؤلاء الصحفيين هو مراسل صحيفة «الغارديان» البريطانية، العراقي غيث عبد الأحد، حيث كانت ضواحي مدينة الزاوية الساحلية -التي كانت شهدت قتالا عنيفا بين الثوار والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي- آخر مكان وُجد فيه قبل اختفائه. وأوردت الصحيفة، على موقعها على شبكة الأنترنيت، أنها «أجرت اتصالات مع مسؤولين في الحكومة الليبية في طرابلس وآخرين في الحكومة البريطانية، وطلبت منهم التصرف بصفة عاجلة لاكتشاف مكان وجوده، وما إذا كان آمنا وبصحة جيدة، وتحديد ما إذا كان محتجزا لدى السلطات». ويظهر البحث الذي أجرته اللجنة أن مكان وجود ستة صحفيين آخرين، على الأقل، غير معروف حاليا، حيث اختفى الصحفي عاطف الأطرش بعد فترة وجيزة على تحدثه إلى قناة «الجزيرة» من بنغازي. وتحدثت اللجنة عن ورود أنباء عن اختفاء المدون والكاتب السياسي محمد السهيم، كما لا يعرف إلى حد الآن مصير رسام الكاريكاتير محمد الأمين، بالإضافة إلى الكاتب والمحرر السابق في مجلة «عراجين» الشهرية الثقافية الصحفي إدريس المسمار. واحتجزت السلطات أيضا صحفيتين تعملان في طرابلس هما رئيسة نقابة الصحفيين الليبيين سالمة الشعاب، وسعاد الطرابلسي مراسلة صحيفة «الجماهيرية» المؤيدة للحكومة، دون أن يعرف مكان وجودهما إلى حد الآن.
اليمن تفرض سياجا أمنيا على صنعاء لمنع تدفق المحتجين قامت الحكومة اليمنية بفرض سياج أمني مشدد حول العاصمة صنعاء، يوم أمس الاثنين، لمنع انضمام المزيد من رجال القبائل إلى تجمع المتظاهرين في ساحة التغيير، إلا أن الآلاف استطاعوا الوصول والانضمام إلى الحشود. كما تشهد كل من مدينتي عدن وتعز حالة من التوتر الشديد في ظل توقف العملية السياسية تماما. وكان العشرات قد أصيبوا بجروح في صدامات اندلعت أول أمس الأحد في الساحة أمام جامعة صنعاء بين معتصمين مطالبين بإسقاط النظام، من جهة، والشرطة ومناصري النظام، من جهة أخرى. وذكر شهود عيان أنه تم استخدام الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع في هذه المواجهات، وذلك غداة مقتل اثنين من المعتصمين المعارضين في المكان نفسه، وأشار الشهود إلى أن العشرات أصيبوا بجروح في هذه المواجهات. وارتفع بذلك إلى 30، على الأقل، عدد قتلى الاحتجاجات ضد نظام علي عبد الله صالح خلال نحو شهرين دون أن تصدر عن الرئيس اليمني بادرة تؤشر على استعداده لترك السلطة قبل نهاية فترته الحالية، وإن استمرت موجة استقالات من حزبه الحاكم ومن المؤسسات الرسمية، وسط اتهامات من المعارضة باستعمال القمع الواسع والغازات الممنوعة دوليا، ودعوات أمريكية إلى ضبط النفس والتحقيق في الاعتداءات على المعارضة. وناشد صادق الأحمر، شيخ قبائل حاشد، الرئيس اليمني التدخل لمنع وقوع كارثة إنسانية في البلاد. من جانب آخر، دعت الولاياتالمتحدة إلى وقف فوري لأعمال العنف في اليمن، بعد ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات في اليمن إلى تسعة قتلى ونحو 100 جريح خلال ثمان وأربعين ساعة. ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أول أمس الأحد، أن فرنسا طلبت من رعاياها المقيمين أو الذين يزورون اليمن «مغادرة البلاد مؤقتا في أسرع وقت» بسبب تدهور الوضع الأمني. وكتبت الوزارة على موقعها الإلكتروني: «بفعل التدهور السريع للوضع الأمني في البلاد الذي يتميز بالمواجهات التي تزداد عنفا، يطلب من الرعايا الفرنسيين، الذين يزورون أو يقيمون في اليمن والذين لا يملكون دوافع ملزمة بالبقاء هناك، مغادرة البلاد مؤقتا في أسرع وقت من خلال استخدام الرحلات التجارية». ويوجد نحو840 مقيما فرنسيا في اليمن، فيما لم توضح الوزارة أول أمس الأحد، في ندائها الذي وجهته ضمن فقرة «نصائح للمسافرين»، عبر موقعها الإلكتروني، عدد الفرنسيين الذين لا يزالون في اليمن. ويحرص اليمنيون الأمريكيون في ولاية ميشيغن على إظهار تأييدهم وتعاطفهم مع احتجاجات الشباب المطالبة بالتغيير في وطنهم الأم اليمن. وتتجلى مظاهر تأييد الجالية اليمنية في ميشيغن، التي تعد الأكبر من نوعها في أمريكا، في تنظيم تظاهرات وتقديم مساعدات إلى عائلات القتلى من المتظاهرين في اليمن.