سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أساتذة جهة تادلة أزيلال يتألقون في مسابقات التطوير والإبداع في انتظار دعم الوزارة أستاذ يطور سبورة تفاعلية تكلف 150 درهما بينما يصل ثمن شبيهاتها في السوق الدولية إلى الملايين
يجلس التلاميذ بانتباه شديد في قاعة من بين قاعات كثيرة تستعد بلدية أولاد عياد لهدمها وبناء قاعات جديدة مكانها، بينما يقوم الأستاذ بمهامه بنشاط وهمة، مشركا التلاميذ في آخر ما طوره وابتكره، ليكون تلاميذ مدرسة أولاد عياد بإقليم الفقيه بن صالح أول من يستفيدون من برنامج سيكون عليهم قضاء سنوات كثيرة قبل أن تعمم وزارة التربية والتعليم برنامجا مشابها له. الأستاذ عبد اللطيف كناني واحد من بين أساتذة كثيرين بأكاديمية جهة تادلة أزيلال ممن أبدعوا وطوروا وسائل وبرامج تربوية، مستفيدا من تشجيع معنوي من إدارة المؤسسة ونيابة التعليم والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في إطار برنامج «جيني». وقد شارك قبل سنوات في مسابقة «جيني» ببرنامج تربوي معلومياتي متكامل يضم دروسا في مادة التربية الإسلامية، وكان من بين المتوجين في المسابقة التي تنظمها وزارة التربية والتعليم سنويا، وهي المسابقة التي تشهد تألقا كبيرا لأساتذة جهة تادلة أزيلال، الذين حصدوا 01 جوائز من بين 06 جائزة منذ انطلاق المسابقة، التي تشارك فيها 61 أكاديمية للتربية والتكوين بالمغرب، ومثل بعضهم المغرب في منتديات إقليمية ودولية كما فعل كمال الصوافي، الأستاذ بمدرسة فم الجمعة النائية بإقليم أزيلال، بعدما توج في المسابقة الإقليمية التي احتضنتها دولة تونس ثم المسابقة الدولية التي احتضنتها جنوب إفريقيا في الموسم الماضي بعد تقديمه برنامجا معلومياتيا تربويا بعنوان: «دليل الفلك الميسر». ومن غرائب الصدف أن تفوز نفس المدرسة (فم الجمعة بأزيلال) بمسابقة وطنية، للسنة الثانية على التوالي، بعد جائزة الأستاذ حسن حافظ في السنة التي تسبقها، وبعد حصد ممثلي جهة تادلة أزيلال أربع جوائز في سنة واحدة من بين 01 جوائز ممنوحة، لكن أغرب ما يجمع بين الأساتذة الذين تألقوا من جهة تادلة أزيلال، هو انتماؤهم إلى مدارس نائية جدا، بينما بعضهم لا يتوفر على صبيب للأنترنيت. لم يتوقف عبد اللطيف كناني، أحد مؤسسي «منتديات دفاتر»، أكبر موقع تربوي إلكتروني متخصص في المغرب، عن الإبداع والتطوير بعدما شارك في المسابقات التي نظمتها وزارة التربية والتعليم في برنامج «جيني» جهويا ووطنيا، ليطور هذه السنة برنامج السبورة التفاعلية الذي تستعد الوزارة للتعاقد فيه مع مؤسسات دولية بملايير الدراهم، حيث تكلف السبورات المتنقلة حوالي مليون سنتيم للسبورة الواحدة، بينما تكلف السبورات الثابتة مبلغ خمسة ملايين سنتيم للسبورة الواحدة. ولن يكلف كثيرا إبداع عبد اللطيف كناني، الذي أسماه «سبورة كين»، حيث تصل التكلفة الإجمالية له إلى أقل من 051 درهما. وفي الوقت الذي ستكلف مخططات الوزارة ملايير السنتيمات، يأمل الأستاذ عبد اللطيف أن « يتمكن كل أبناء المغاربة في المدارس النائية جدا من الاستفادة من السبورة التفاعلية التي جربنا نتائجها الأولية في مدرسة أولاد عياد المركزية، وذلك بتعميم هذه التجربة، التي لا تحتاج بالضرورة إلى تبني الوزارة أو برمجتها، بل يمكن لجمعيات الآباء والتعاونيات المدرسية أن تقوم بالأمر الذي لن يكلف كثيرا». ويرفض عبد اللطيف كناني أن ينال مقابلا عن إبداعه، بل يعبر عن استعداده لتكوين وتأطير الأساتذة ولأن يضع رهن إشارتهم طريقة تركيب الكاميرا وصناعة القلم التفاعلي، على أمل أن تعمم التجربة على جميع المدارس المغربية، خصوصا أنها لن تكلف كثيرا. واقترح الأستاذ عبد اللطيف كناني وسائل بديلة لتعميم ما تفكر فيه الوزارة بأقل تكلفة، إذ يكفي فقط التوفر على «مسلاط Data show» ووحدة حاسوب، سواء حاسوب محمول أو ثابت، وتقتني كاميرا صغيرة بثمن لا يتجاوز 051 درهما، حسب جودة الكاميرا، بالإضافة إلى قلم يكلف في صناعته 6 دراهم فقط، وتحميل البرنامج المعلومياتي المجاني الذي يطوره الأستاذ عبد اللطيف كناني، والذي وضعه رهن إشارة كل من يريد أن يستفيد منه مجانا في موقع إلكتروني خاص به. ويأمل الأستاذ عبد اللطيف كناني أن تعكس زيارة النائب الإقليمي للفقيه بن صالح للمؤسسة واطلاعه على البرنامج وعلى السبورة التفاعلية التي طورها ودعم أكاديمية جهة تادلة أزيلال المعنوي، على تعميم الفكرة على المؤسسات التعليمية المغربية بأقل التكاليف، مقدما ما طوره من السبورة التفاعلية (سبورة كين) ليستفيد منها باقي التلاميذ في كل القاعات المدرسية المغربية، حيث شجعه زملاؤه في المدرسة المركزية ومدير المؤسسة بعدما جرب بعضهم السبورة التفاعلية، التي لن تكلف أزيد من 051 درهما. انتباه شديد للتلاميذ في فصل الأستاذ عبد اللطيف كناني في مدرسة أولاد عياد المركزية، وهم يتابعون ويشاركون في التلقي وفي التفاعل، بينما «يتلصص» زملاء لهم في نفس المدرسة أملا في أن يستفيدوا بدورهم من التجربة وتعميمها في كل القاعات، ليستفيد الجميع من إبداع «سبورة كين».