كانت الساعة تقارب الخامسة من صباح الجمعة الماضي حينما استيقظت ساكنة الفوارات بالقنيطرة على وقع أصوات طلقات نارية مدوية كسرت بشكل مفاجئ الهدوء الذي كان يسود المنطقة، وأرهبت الجميع ونشرت الرعب في نفوس المواطنين، ظنا منهم باندلاع مواجهات بين رجال أمن ومطلوبين للعدالة، قبل أن يتم التأكيد على أن الأمر يتعلق بمحاولة سرقة وكالة بنكية باستعمال سلاح ناري. وقائع هذه الحادث انطلقت حين تسلل مجهول ملثم بكشكول فلسطيني في جنح الظلام إلى حي المنزه حاملا بندقية صيد، متجها صوب وكالة تابعة لمؤسسة البنك الشعبي، ثم شرع في إطلاق النار صوب شاشة الشباك الأوتامتيكي محدثا بها ثقوبا كبيرة، قبل أن يعمد إلى توجيه رصاصات سلاحه إلى كاميرا الفيديو المثبتة خارج الوكالة، وإلى الواجهة الزجاجية لبابها الرئيسي. المشتبه فيه تمكن من ولوج الوكالة، وراح يعبث بمحتوياتها ومعداتها بحثا عما خف وزنه وغلا ثمنه، بعدما عجز عن العثور على مكان الأموال المودعة بها، وحين أحس بتحركات غريبة خارج المؤسسة، أطلق ساقيه للريح خوفا من انكشاف أمره، تاركا بندقيته في عين المكان. طبيعة هذه الجريمة أجبرت ولاية أمن القنيطرة على إعلان حالة استنفار في صفوف مختلف مصالحها، التي قامت بتطويق المنطقة وفرض حواجز أمنية، في حين قامت فرق أمنية بحملات تمشيطية بمحيط موقع الحادث، لكن عناصرها عجزت عن إيقاف الجاني الفار، بعدما سلك طريقا وعرة وسط الضيعات الفلاحية المظلمة المنتشرة في الحي. واستنادا إلى معلومات توصلت بها «المساء»، فإن المعاينة الأولية لمسرح الجريمة التي أجراها رجال الشرطة العلمية مكنت من العثور على السلاح الناري المستعمل في هذا الحادث، وآثار طلقات نارية على قفل الباب الرئيسي للوكالة، وعلى بقع دم متناثرة على الحائط الخارجي، وشظايا زجاج ملقاة على الأرض. وعلمت «المساء» أن المحققين الأمنيين نجحوا في تحديد هوية المشتبه به الفار، ويتعلق الأمر بالمواطن «م ر»، الذي يقطن بمنطقة «أولاد امليك»، التي لا تبعد عن مكان الجريمة إلا بكيلومترات قليلة، حيث قاموا بتعميم صوره على كافة المراكز الأمنية بعدما أصدرت ولاية الأمن في حقه مذكرة بحث.