رافقت عناصر من الضابطة القضائية بآسفي، صباح أمس الخميس، ابن مسؤول كبير في الدرك الملكي، متهما بقتل وإحراق جثة أستاذ وسرقة سيارته، تحت حراسة أمنية مشددة وأحالته على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف. وعلمت «المساء» أن الضابطة القضائية بآسفي، بعد أن اعتقلت المتهم أمام المحطة الطرقية لمراكش وأحالته على مبنى ولاية الأمن بآسفي وأجرت معه التحقيق في ظروف وملابسات اقترافه جريمة قتل وإحراق جثة أستاذ وسرقة سيارته، تكون استكملت نهائيا التحقيق وأقفلت الملف بعد أن اعترف المتهم بكل تفاصيل وملابسات هذه الجريمة. واستنادا إلى معطيات ذات صلة، فإن المتهم الذي لا يتجاوز عمره 25 سنة كان يدعي أمام إحدى صديقاته أنه ينتمي إلى صفوف رجال الدرك الملكي، وأن الأسابيع التي ظل مختفيا فيها عن الأنظار ومتنقلا بكل حرية بين عدد من مدن المملكة كان يستعين فيها بإجراءات احترازية جد متطورة هي التي ساهمت بشكل رئيسي في بقائه خارج دائرة الاعتقال. وأسرت مصادر خاصة ل«المساء» أن المتهم قد يكون تلقى توجيهات من قبل أحد أفراد عائلته بخصوص الاحتياطات الواجب اتخاذها في مثل هذه الحالات للإفلات من المتابعة والملاحقة الأمنية، وأن عناصر الفرقة الأمنية التي كانت تتعقب أثره اكتشفت أن المتهم كانت له دراية تامة بكل الوسائل التقليدية المستعملة في مثل هذه الحالات من قبل الأجهزة الأمنية. وحسب المعطيات ذاتها، فإن المتهم ظل حريصا، خلال اختفائه عن أنظار رجال الأمن، على استعمال هواتف مجهولة المصدر كما عمل على اختصار مكالماته، كما أنه استعمل غير ما مرة رابطا نقالا خاصا بشبكة الأنترنت وسرعان ما غيره حتى لا يتم ضبط موقعه، مشيرة إلى أنه تنقل بحذر شديد بين عدد من مدن المملكة كالدار البيضاء وأصيلا وطنجة ومراكش، متوخيا حذرا شديدا جنبه الوقوع في قبضة الأمن. هذا وكشفت معطيات أمنية أن عرض المتهم بقتل وإحراق جثة أستاذ بآسفي ليلة رأس السنة على أنظار الوكيل العام للملك، صباح أمس الخميس، تمت بتعليمات بعدم تمثيل الجريمة، دون أن تكشف مصادرنا عن أسباب ودواعي ذلك، مضيفة أن سبب الجريمة يعود بالأساس إلى رغبة المتهم في سيارة يتنقل بها إلى إحدى مدن الشمال للتباهي بها أمام صديقته التي كان يدعي أمامها أنه دركي، وأن الضحية كان يعلق إعلانا برغبته في بيع سيارته، وهو الأمر الذي جعل المتهم يربط اتصالا به ويستدرجه إلى بيته ويوجه إليه ضربة قاتلة بساطور ويستولي على سيارته قبل أن يلف جثته في غطاء صوفي ويتركها في مكان خلاء ليلة رأس السنة ويصب عليها البنزين ويضرم فيها النار.