انتشرت مشروبات الطاقة مؤخراً بين كل الفئات، بهدف الحصول على الطاقة، ولكنْ اتضح أنها تدمر الطاقة. وفي بحث يدق أجراس الخطر حول هذه المشروبات وخطورتها على العقل، توصل الأطباء إلى خطورة تناول هذه المشروبات، بسبب احتوائها على مواد كيميائية معينة تقلل فاعلية الجهاز العصبي وترفع الضغط وتزيد ضربات القلب، كما أنها تدمر الكلي والكبد، وقد يصل الأمر إلى حد إدمانها وحدوث اضطرابات نفسية. وفي ظل هذه التحذيرات بشأن حالات الوفاة التي ترتبط بتناول المشروبات التجارية المحتوية على الكحول مع الكافيين، من السهل التغاضي عن المشاكل التي ترتبط بما يعرف ب»مشروبات الطاقة»، التي نتجت عنها تلك المشروبات. ولكن عدداً من العلماء يشعرون بالقلق إزاء المشروبات التي تحتوي على كميات عالية من الكافيين، مثل «ريد بول» و«روكستار» و«مونستر» و«فول ثروتيل»، التي تحظى بشعبية بين المراهقين والبالغين الشبان. وقد دفعت التركيبة الغريبة غالباً للمكونات الموجودة في هذه المشروبات ثلاثة باحثين من مركز العلوم الصحية في جامعة تكساس في مدينة هيوستون وجامعة كوينزلاند في أستراليا، لفحص ما هو معروف -وما هو غير معروف- عن محتويات هذه المشروبات، التي تباع إلى جانب المشروبات الغازية والمشروبات الرياضية في المتاجر الكبيرة ومتاجر الأدوية ومواقف الاستراحة على الطرق السريعة، طبقاً لما ورد في جريدة «أنباء الشرق الأوسط». آثار طويلة الأمد أشار الباحثون إلى أنه تم الإعلان عن أربع حالات موثقة من الوفيات التي ترتبط بتناول مشروبات تحتوي على الكافيين، بالإضافة إلى خمس حالات منفصلة من التشنجات التي ترتبط باستهلاك مشروبات الطاقة. وتتضمن تقارير إضافية إشارة إلى رجل معافى بخلاف ذلك يبلغ من العمر 28 عاماً، عانى من توقف القلب بعد يوم من المشاركة في سباق للدراجات البخارية، ورجل معافى، عمره 18 عاماً، توفي وهو يلعب كرة السلة، بعد تناوله علبتين من مشروب «ريد بول»، وأربع حالات من الهوس التي تعرض لها أفراد معروف عنهم إصابتهم بالاضطراب ثنائي القطب. وأكد الدكتور جون بي هيغينز وباحثون مشاركون في دورية «ماي جورنال» العلمية أنه بسبب استهلاك المراهقين والبالغين الشبان، بمن فيهم الرياضيون وغير الرياضيين، مشروبات الطاقة بمعدل مزعج، فإننا نحتاج إلى تحديد ما إذا كان الاستخدام طويل الأجل لمشروبات الطاقة من طرف هؤلاء الأفراد سوف يتحول إلى آثار ضارة في فترة لاحقة. وأوضح الباحث المشارك تروي دي توتيل، وهو باحث في علم النفس الرياضي في جامعة هيوستن خلال مقابلة: «كل الدراسات تقريباً التي أجريت على مشروبات الطاقة شاركت فيها عينات قليلة من الأفراد الشبان والمعافين الذين يمكن معاينة الآثار السيئة قصيرة الأجل عليهم». مشروبات الطاقة تدمر الكبد حذر الدكتور مجدي بدران، استشاري الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة في جامعة «عين شمس»، من تناول مشروبات الطاقة، لأنها تمنح جسم الإنسان طاقة بصورة أكبر من الجهد المطلوب لتفريغها، لغناها بالكافيين وحمض «التوريين». وأوضح بدران أن حصول جسم الإنسان على طاقة مرتفعة بدون حاجة إليها يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم وإلى الصداع وزيادة معدل نبض القلب والقلق والعصبية والميل إلى القيء وإدرار البول وفقدان كمية من الفيتامينات التي تذوب في الماء وإلى زيادة مستوى السكر في الجسم. وأضاف بدران أن المشروبات الطبيعية، خاصةً عصير التين الشوكي، يمنح الجسم الطاقة المناسبة لقيام الشخص بالمجهود المطلوب، بالإضافة إلى تأثيره الإيجابي على وظائف الجسم، مشيراً إلى ارتفاع قيمته الغذائية وتأثيرها في خفض السكر وضغط الدم المرتفعين وفي تنشيط حركة الأمعاء وفي التقليل من امتصاص الدهون والسكر بعد الوجبات. وفي بحث مماثل، أفاد الدكتور سيد شلبي، أستاذ البطن والجهاز الهضمي في طب «عين شمس»، أن هذه المشروبات ما هي إلا مواد صناعية تسبب خللاً في تفاعلات الجسم الداخلية ينتج عنه خلل في وظائف الأعضاء، وهنا يبدأ الجسم في عدم التكيف مع المواد الطبيعية التي يفرزها، والمسؤولة عن توازنه، ويصبح في حاجة دائمة إلى البديل الصناعي الخارجي قد تصل إلى حد الإدمان، مما ينتج عنه تهيُّج الجهاز العصبي وزيادة في ضربات القلب، وما ينسب إلى هذه المشروبات من كونها تحتوي على نسبة كبيرة من الأحماض الأمينية قد يشكل خطورة صحية، حيث يصاحب تحولها في الجسم خروج مواد نيتروجينية ينتج عن زيادتها إجهاد للكبد والكلي وتسبب خللاً في توازن الدم. ومن جانبه، أوضح الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسي في «القصر العيني»، أن اعتماد الجسم على أي مواد منبهة أو منشطة صناعية يسبب حالة إدمان تصل إلى حد تدمير الجهاز العصبي، ولا بد من تدوين جميع المعلومات عن محتوي مشروبات الطاقة على العبوة، مع التحذير من مخاطر سوء الاستخدام، وتحديد الحد الآمن المسموح بتناوله يومياً وتحذير مرضى الكبد والسكر، عن طريق جهات علمية متخصصة.