حاول تلميذ، في العشرين من عمره يتحدر من دوار غياطة ويتابع دراسته بثانوية الحسن الداخل بجرسيف، في حدود الساعة العاشرة من صباح يوم السبت 26 فبراير 2011، إحراق نفسه وسط ساحة المؤسسة باستعماله للبنزين تحت أنظار زملائه الذين سارعوا إلى إخماد ألسنة النيران التي شبّت في ملابسه وأصابت بعض أعضائه بحروق طفيفة. وخلّف الحادث، الذي أقدم عليه التلميذ عدنان كرماط المزداد سنة 1991، الذي يتابع دراسته بالثانية باكالوريا شعبة العلوم التجريبية بالمؤسسة، هلعا وسط التلاميذ والسلطات المحلية والإقليمية والأمنية التي انتقلت إلى عين المكان بعد إعلامها بمحاولة التلميذ إحراق نفسهن، والتي كادت تتحول إلى كارثة مأساوية ومؤلمة، وهو التلميذ الذي نقل إلى المستشفى على وجه السرعة لتلقي الإسعافات المستعجلة والضرورية، حيث أكّد الأطباء عدم خطورة الحالة، مشيرين إلى أن الحروق التي أصابته في اليد اليسرى والفخذ الأيسر والذقن كانت خفيفة وسطحية وأن حالته الصحية لا تدعو للقلق. وقد قام فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، استنادا إلى بلاغها، بزيارته في المستشفى حيث أفادها التلميذ المعني بأن الأسباب «شخصية وليست شيئا آخر!». وأكد بلاغ الجمعية على أنها بعد علمها بتقاطر الزيارات المتتالية لأجهزة الأمن المختلفة للتلميذ بالمستشفى مباشرة بعد نقله من طرف سيارة الإسعاف فإن فرع الجمعية سيستمر في التحقيق والبحث للتأكد من الأسباب الحقيقية وراء الحادث. وذكرت الجمعية أن التلميذ المذكور يتحدر من عائلة فقيرة تسكن في دوار شعبي معروف بدوار غياطة، والده فلاح وأمه عاملة وله شقيقان معطلان يكبرانه سنّا، الأول لم يستطع مواصلة دراسته الثانوية والثاني وصل إلى الجامعة ولم يستطع مواصلة تعليمه. ومن جهة أخرى، اختلفت التصريحات من شخص لآخر، حول الأسباب الحقيقية التي دفعته للقيام بإحراق نفسه، في حين، ذكرت قصاصة لوكالة المغرب العربي، أن أقارب الشاب أوضحوا أنه سبق له أن حاول الانتحار بإلقاء نفسه أمام قطار، كما حاول، مرة أخرى، إضرام النار في منزل والديه. ومن جهة ثانية، وحسب مصادر من عين المكان، استنفرت مختلف الأجهزة الأمنية مصالحها لمتابعة الحادث وحالة التلميذ، كما يتابع عامل إقليمجرسيف وضعية التلميذ الصحية.