تعيش مقبرة «تاخيامت»، المتواجدة في جماعة «لاوفوس» في الراشدية، حالة وُصفت على لسان السكان المجاورين لها ب«المزرية»، بسبب «ترامي» بعض الأشخاص المعروفين في المنطقة على أرض المقبرة وقيامهم ببناء إسطبل فوقها، بدون رخصة قانونية. وقال المتضررون ل«المساء» إن «قداسة المقابر انتفت لدى من سولت لهم أنفسهم البناء فوق أرض مقبرة «تاخيامت»، التي تعتبر ذات رمزية وتأوي عددا كبيرا من الأموات»، واعتبروا أن ما تعيشه المقبرة المذكورة من هدم وبناء يتنافى مع حرمة المقابر، التي يجب احترامها. وأطلقت سيدة تقطن بجوار المقبرة مصطلح «السيبة» على ما تعرفه المقبرة من تمادي «المترامين» على أرضها، والذين -حسب بعض الساكنة- قاموا بطمس معالمها وأزالوا الشواهد من على القبور وقاموا بوضع «روث البهائم» فوقها. وأكد السكان المتضررون ل«المساء» أن السيارات تمر فوق القبور، لشحن البهائم والأعلاف، وأن المعنيين بالأمر غير مكترثين بحرمة الأموات، ناهيك عن أن الساكنة المحيطة بالإسطبل المقام فوق أرض المقبرة يعانون من الروائح الكريهة، المنبعثة من الأزبال المنتشرة في جوانب الإسطبل، والتي تسببت -على حد قولهم- في انتشار الحشرات والزواحف، وهو ما يعتبره السكان تهديدا حقيقيا لصحة أبنائهم، خاصة أن الإقليم عرف مؤخرا انتشار مرض «الليشمانيا». وبعد مجموعة من المراسلات التي وجهها السكان المتضررون للجهات المعنية، أمرت نظارة أوقاف الراشدية بفتح تحقيق في الواقعة وبمتابعة المخالفين والمتورطين قضائيا، بموجب رسالة من ناظر الأوقاف، بعث بها إلى رئيس المحكمة الابتدائية، وبعدها، يقول أحد السكان، تخلت نظارة الأوقاف عن الدعوى، بسبب أن المخالفين تخلوا عن تراميهم على المقبرة، وهو الأمر الذي نفاه السكان جملة وتفصيلا وأكدوا أن الوضع ما زال على حاله وأن عمليات البناء والتطاول على أرض المقبرة ما زالا مستمرين. واتهم السكان من أسموهم «مخالفي القوانين» بطمر القبور وإخفاء معالمها، لتوسيع إسطبلاتهم، وهو الوضع الذي أدى إلى تذمر السكان، الذين اعتبروا في الرسالة التي وجهوها للسلطات المعنية، أن هذا التطاول يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي، التي تدعو إلى احترام القبور، خاصة أن ذلك -على حد قولهم- أثّر على مشاعر أهالي الأموات المدفونين في المقبرة. وقد اتهم السكان المتضررون إحدى العائلات المعروفة في القبيلة ببناء إسطبل للبهائم بالقرب من المقبرة وبمحاذاة منازل سكنية، وبترخيص من الجماعة، التي أكدوا أنها قامت بمنح الترخيص لتلك العائلة للبناء فوق أرض مقبرة «تاخيامت». وتساءل السكان عن قانونية السماح بالبناء فوق أرض المقابر، واعتبروا ما قامت به العائلة المذكورة من عمليات البناء وما أسموه في نص الشكاية «الترامي على تلك الأرض»، شجع بعض السكان المجاورين على محاولة استغلالها بوضع الحطب عليها، و حسب نص الرسالة التي توصلت «المساء» بنسخة منها مذيلة بتوقيعات السكان المتضررين، فإن لجنة نظارة الأوقاف وبعد معاينة قامت بها للمكان المذكور، أمرت بإزالة ما تم وضعه، وهي الأوامر التي تضيف الرسالة احترمت من قبل الجميع، باستثناء أصحاب الإسطبل المشتكى بهم، لأنهم يعتبرون أنفسهم -على حد قول السكان- فوق القانون لأنهم لم يعاقبوا من قبل وطالب السكان في نص الرسالة بإتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في الموضوع وإيفاد لجنة مختصة ونزيهة للتفتيش والتقصي حتى لا تعم الفوضى ويوضع حد لهذا الترامي رحمة وإنصافا ل«الأموات قبل الأحياء».