طالبت مجموعة من العائلات المغربية سلطات البلاد المسؤولة بالتعجيل بترحيل أبنائها وذويها وإجلائهم من التراب الليبي، تفاديا لإصابتهم بأي مكروه، وبإخراج هذه العائلات من دوامة الخوف والكوابيس التي تعيشها منذ اندلاع الثورة الليبية وما صاحب ذلك من إزهاق للأرواح وسفك للدماء، وهو ما يشكل خطرا على المهاجرين المغاربة في ليبيا، الذين يتجاوز عددهم ال100 ألف مهاجر. وأكدت العائلات نفسها أنها تحاول عبثا الاتصال بأقاربها، دون جدوى، مما زاد من تفاقم ضغطها النفسي، خاصة أن أقاربها كانوا السباقين إلى الاتصال بعائلاتهم مباشرة بعد اندلاع شرارة الثورة وإلى مطالبة العائلات بالتدخل، انطلاقا من المغرب، لمطالبة السلطات المغربية بالتدخل لترحيلهم، بسبب خطورة الوضع الذي تشهده ليبيا، بعد أن واجهوا صعوبات هناك. واستغربت العائلات السبب الذي جعل السلطات المغربية، في ظل شراسة الثورة، لم تعجّل بالتدخل بجميع إمكانياتها لنقل المهاجرين المغاربة من ليبيا، حفاظا على سلامتهم، وهو ما أقدمت عليه دول أوربية وعربية أخرى. وفي سياق متصل، ذكرت الخطوط الجوية الملكية المغربية أنها ستخصص طائرات من الحجم الكبير ذات طاقة استيعابية أكبر لنقل جميع زبنائها، كما ستعمل على الرفع من عدد رحلاتها الجوية من وإلى العاصمة الليبية طرابلس، لتأمين نقل جميع المهاجرين أو ممن كانوا في رحلات عمل أو غيرها، من "العالقين" في ليبيا. وأوضحت الخطوط الجوية الملكية المغربية، في بيان، لها ليلة أمس الثلاثاء، أنها أعطت تعليماتها لكافة موظفيها ومستخدَميها في مطار طرابلس لتقديم المساعدة والعون للجالية المغربية في ليبيا. وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون قد شكلت "خلية أزمة"، شرعت في عملها يوم الأحد الماضي، لمتابعة تطور وضعية الجالية المغربية في ليبيا. وقال محمد عامر، وزير الجالية المغربية في الخارج، في اتصال سابق ب"المساء"، إن الخلية التي تم إحداثها وضعت برنامجا شبيها بذلك الذي اعتمدته في أحداث مصر أو تونس، يرمي إلى مساعدة كل المهاجرين المغاربة الراغبين في العودة إلى المغرب. وذكر محمد عامر، في هذا السياق، أن عدد المغاربة الذين أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى المغرب لم يتجاوز 3 أشخاص، بينهم معتقَل أفرج عنه مؤخرا. ونفى عامر أن يكون هناك أي قتلى أو مصابين من المغاربة في أحداث ليبيا.