تمكن عدة متظاهرين من الجالية الليبية في المغرب، أول أمس الثلاثاء، من اقتحام مبنى قنصلية بلادهم في حي الليمون بالعاصمة الرباط، وقاموا بانتزاع وتحطيم صور الزعيم الليبي معمر القذافي، منددين ب«المجازر» التي يرتكبها العقيد في بلدهم، كما عمد عدد منهم إلى إنزال العلم الأخضر، رمز ثورة العقيد، واستبداله بالعلم الليبي القديم إبان الاستقلال وهتفوا أمام عدسات كاميرات الهواتف المحمولة بأن العقيد معمر القذافي هو «عميل للاستعمار وصهيوني حقير». وخلال شريط فيديو، مدته دقيقتان، كان صوره أحد المتظاهرين الليبيين وبثه عبر موقع «يوتيوب» الشهير، ظهر شخص ليبي وهو يحطم صورة للقذافي بيديه العاريتين ثم يمزقها قبل أن يكيل شتائم مقذعة للزعيم الليبي. يذكر أن العديد من السفارات الليبية في الخارج تعرضت للهجوم من قبل متظاهرين محتجين على ما يحدث في ليبيا من قمع دموي للمظاهرات المنددة بنظام القذافي، ومنها سفارة ليبيا في إمارة دبي. ويطالب المتظاهرون «بسقوط القذافي وبتغطية إعلامية أوسع لما يحصل في ليبيا»، ويقولون: «إن ما يحصل هو مجزرة حقيقية»، مشيرين في نفس الوقت إلى اختفاء عدد كبير من الممثلين الدبلوماسيين الليبيين الذين تربطهم علاقة مباشرة بنظام معمر القذافي. وعلى مدى الأيام الأخيرة الماضية، بدأت سلسلة من الاستقالات لدبلوماسيين ليبيين من مراكزهم في ما يقرب من 15 سفارة بمختلف عواصم العالم، حتى إن سفير ليبيا في واشنطن أعلن رفضه العمل في خدمة من وصفه بالديكتاتور، داعيا القذافي إلى التنحي، كما طالب بفتح تحقيق في ما ارتكب في الأيام الأخيرة من جرائم. وانضم مؤخرا سفيرا ليبيا لدى الهند والصين إلى نظرائهم في عدد من دول العالم الذين استقالوا من مناصبهم احتجاجا على استخدام سلطات بلادهم العنف ضد مواطنيها، وتعهدت مجموعة من السفارات الليبية في العالم بقطع ارتباطها بالزعيم الليبي وأعلنت تأييدها للشعب الليبي. وكان وزير العدل الليبي مصطفى عبد الجليل استقال يوم الاثنين الماضي، وكذلك فعل وزير الداخلية الليبي، احتجاجا على استخدام القوة ضد المتظاهرين. وكان آخر المستقيلين من السلك الدبلوماسي الليبي السفير الليبي في أندونيسيا صلاح الدين البيشاري. وتشهد ليبيا، منذ أسبوع، ثورة شعبية عارمة ضد نظام القذافي الذي استخدم الأسلحة الحية لإخمادها، مما أوقع مئات القتلى في ظل تعتيم إعلامي كبير. وكان خطاب للقذافي، بثه التلفزيون الليبي أول أمس الثلاثاء، زاد من حدة الاحتجاجات على نظام القذافي، حيث إن هذا الأخير لم يبد أي أسف على من راحوا ضحية ما وقع من أحداث، بل إنه على العكس وصف المحتجين بالجرذان وتوعد بالقضاء عليهم.