تحولت حياة سكينة، بعد ثلاث سنوات من ولادتها الطبيعية، إلى معاناة لا تطاق حيرت الأطباء والفقهاء بعد أن طافت جل أنحاء المغرب بمعية أسرتها تبحث عن العلاج الذي قد يوقف معاناتها، بسبب تواجد كيس يحيط بغشاء المخ على مستوى الجمجمة بعدما كانت سوية مثل نظيراتها. تفاصيل معاناة سكينة، حسب مصادر من داخل أسرتها، التي فقدت أباها نحو عام والتي لم تتجاوز اليوم ربيعها التاسع، بدأت منذ نحو أربع سنوات ونيف، حيث ترتفع درجة حرارتها إلى أن تصل الأربعين، واضطرت أسرتها إلى حملها على وجه الاستعجال نحو المركز الاستشفائي الحسن الأول في تيزنيت ثم بعدها إلى مصحة خاصة في أكادير، بعدما شرع رأسها في التوسع، قدم لها الطبيب المعالج دواء بعد التشخيص الذي حصر في البداية أنها تصاب بالاختناق بسبب ضيق في الحنجرة وتواجد خيوط، اضطرت الأسرة فيما بعد إلى الاستنجاد بمستشفى السويسي في الرباط الذي قال لهم الأطباء فيه، بحسب رواية الأسرة، «إن حالتها خطيرة، ومن الممكن أن تزيدها إعاقة عما هي عليه اليوم، لتعود الأسرة ومعها البنت سكينة المكلومة إلى سكناها في دوار يدعى «تدورات» التابع لجماعة أكلو والذي يبعد بنحو 4 كيلومترات عن تيزنيتالمدينة، ولتبدأ الأسرة في متاهات جراح لم تندمل بعد. طافت بها الأسرة مختلف الأطباء و«الفقهاء» وحتى «الفقيهات الشريفات» حسب نفس المصدر، فلم ينفع الدواء والسكانير والكي و»الحروز» وما شابهه، لا أحد كشف لأسرتها السبب وراء إصابتها بهذا المرض، الأطباء لم يعثروا على سبب العلة، اللهم ما ذكره لأسرتها بعض العارفين بخبايا الأمراض من كونها «شمت السرة». الأسرة تتكون من الأم الأرملة والفتى عبد الصادق الذي يدرس بالسنة السابعة إعدادي، فيما انقطعت أخته خديجة التي لم تتجاوز ال14 ربيعا بسبب عدم قدرة الأسرة على تسديد مصاريف تمدرسها وحتى تكون عونا، فسكينة تصاب باختناق وارتفاع في درجة الحرارة مع الصياح والعويل حيث تضطر إلى رج رأسها بقوة إضافة إلى قيء أصفر اللون تضطر الأسرة معها إلى الاستنفار كلية طوال الليل حتى اليوم الموالي، وتستمر هاته المعاناة مرتين كل أسبوع إلى ثلاثة بحسب أحوال الطقس والتقلبات المناخية، رغم رغبة سكينة المتعطشة إلى الخروج من البيت إلا أن ذلك يزيد من معاناتها ومعاناة أسرتها التي لا تندمل، تضطر معها هاته الأخيرة إلى استعمال مهدئات ومسكنات تكلفهم نحو 400 درهم شهريا دون احتساب تكاليف الحفاظات، في الوقت الذي لا تمتلك الأسرة أي مدخول يذكر.