لا تفارق وجهها ابتسامة عريضة كلما اقترب منها أحد، تظل طوال الوقت وهي مستلقاة على سرير بالمنزل الذي تقطنه مع أسرتها "باسواني" التي تبعد عن الحسيمة بحوالي 15 كلم، هذه هي حالة "هدى الغلبزوري" ذات الأربعة عشر ربيعا والمنتمية لأسرة أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها لا تملك من أسباب الحياة سوى النزر القليل، أم فقيرة تعمل في البيت وأب بحار أقعده المرض عن العمل هي السمات البارزة في حياة هدى التي تعاني من مرض السكري وكذا من تشوهات خلقية جعلتها تحس بمرارة الحياة منذ نعومة أظافرها. قصة هدى مع المرض ظهرت منذ أن كان عمرها أربع سنوات، وذلك عندما بدأت تحس بآلام على مستوى العظام جعلت أسرتها تعجز عن إيجاد مسكن لآلامها وذلك بعد عرضها على أكثر من طبيب داخل مدينة الحسيمة، تروي أم هدى للجريدة أن طفلتها كانت قد تعرضت لكسر في رجلها عندما كانت صغيرة، وبالرغم من زيارتها للطبيب ووضعها للجبيرة على مستوى رجلها فإنها لم تشف تماما من الكسر وذلك راجع حسب أم هدى إلى هشاشة العظام التي تعاني منه الطفلة منذ أن كانت صغيرة. لم تجد الأم المسكينة بد من زيارة كل الأطباء الذين تعرفهم داخل مدينة الحسيمة، وبعد أن أعياها رجاء شفاء لابنتها على يدهم قامت ببيع ما تملكه يدها من حلي وأشياء نفيسة لتشد بعدها الرحال إلى مدينة الرباط لزيارة احد أطباء العظام، وبعد أن اطلع الطبيب عن حالة المريضة "هدى" لم يستطع إشفائها لعدم تمكن أسرتها من دفع تكاليف العلاج الباهظة التي يتطلبها إجراء عملية جراحية على رجل الطفلة. وجد كل الأطباء الذين قامت هدى بزيارتهم صعوبة كبيرة في علاجها وإشفائها من حالة الكسر التي أصيبت به عندما كانت صغيرة، وهو الأمر الذي ضاعف من محنة أمها التي جابت مختلف معارفها من الأقارب والأصدقاء قصد استجدائهم على منحها بعض المال لزيارة الأطباء وشراء الأدوية المسكنة للآلام لإسكات صراخ طفلتها الذي يتعالى كلما اشتد بها المرض، وكلما شبت الطفلة واشتد عودها إلا وكبرت معاناتها مع المرض الذي لم تستطع أسرتها علاجه نظرا لضعف حالها ولقصر يدها أمام حجم المصاريف الكبيرة التي يتطلبها العلاج. مع مرور الأعوام التي مرت ثقيلة على هذه الأسرة بسبب مرض فلذة كبدها عاودت أم هدى زيارتها للأطباء لتكتشف في الأخير أن طفلتها لازالت تعاني من كسر على مستوى رجلها، كما أنها أصيبت بمرض السكري وهشاشة العظام، مما ضاعف من آلام هذه الطفلة وزاد من معاناة أسرتها التي تحتاج إلى مصاريف كثيرة لإشفاء طفلتها من أمراضها المتنوعة. ولم تقف الأم مكتوفة الأيدي أمام حالة ابنتها التي عكرت صفو حياتها بل لجأت مجددا إلى الأطباء الذين أكدوا على أن شفائها رهين بعملية جراحية كلفتها تزيد عن أربعة مليون سنتيم. تعيش هذه الطفلة على أدوية متنوعة وغالية الثمن منها أدوية خاصة لعلاج هشاشة العظام تكلف حوالي 600 درهم وتكفي المريضة لمدة شهرين، بالإضافة إلى دواء كلسيوم ب 160 درهم، هذا علاوة على ما تحتاجه الطفلة من ترويض لرجليها ( 60 درهم للحصة ) حدده الأطباء في حصتين للأسبوع لمدة أربعة أشهر . وأمام هذه المصاريف الكثيرة تتوجه أم هدى إلى ذوي القلوب الرحيمة والمحسنين قصد مساعدتها في إجراء عملية جراحية على رجل طفلتها لإعادة الابتسامة إليها وكذلك الحد من المعاناة المختلفة لهذه الأسرة التي أعياها طرق مختلف الطرق في سبيل علاج ابنتها من أمراضها. عنوان أسرة الطفلة جمعية النبراس للمرأة والطفل بإمزورن الهاتف:0641099344