اقتحمت العناصر الأمنية، في وقت متأخر من ليلة الاثنين -الثلاثاء، المركب الجامعي «ظهر المهراز» في فاس، بعد مواجهات عنيفة استمرت لساعات بينها وبين طلبة ينتمون إلى فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، استعملت فيها القنابل المسيلة للدموع والرشق بالحجارة وأسفرت عن إصابة ما يقرب من 20 رجل أمن، جلهم من القوات المساعدة وقوات التدخل السريع. وقد دارت جل هذه المواجهات في حي «ظهر المهراز» الصفيحي وفي حي «الليدو» الشعبي، وسط رعب شديد في أوساط السكان. ورددت العناصر الأمنية، ومنها قوات التدخل السريع التابعة للدرك، والتي عمدت إلى اقتحام المركب الجامعي، وضمنه الحي الجامعي، النشيد الوطني. ونفذت العناصر الأمنية عملية اقتحام مشابهة للحي الجامعي «سايس»، الكائن بمدخل فاس من جهة المطار، بعدما عمد بعض الطلبة المنتمين إلى الفصيل القاعدي إلى وضع متاريس في الطريق العام وإلى محاولة اقتحام محل تجاري كبير تابع لشركة «مرجان». ومن جهته، تحدث تقرير للطلبة القاعديين عن إصابة عدد من الطلبة نتيجة هذا التدخل الأمني وقال إن عددا من ممتلكات الطلبة والطالبات تعرضت للإتلاف والسرقة. وعاشت عدد من الأحياء الشعبية، طيلة يوم أول أمس الاثنين، أعمال شغب كان جل أبطالها قاصرون ومنحرفون. وتعرضت ثلاث مؤسسات بنكية في منطقة «بندباب» لأضرار بليغة، بعدما تم اقتحامها والعبث بجل محتوياتها وسرقة ما فيها من حواسيب وتجهيزات، لتنضاف إلى مؤسستين بنكيتين سبق أن تم الاعتداء عليهما ليلة الأحد الماضي في حي «بنسودة» الشعبي. كما تم الاعتداء على سيارة أمن وتعرضت العشرات من المحلات التجارية والمقاهي والسيارات الخاصة في هذا الحي (بندباب) لأضرار بليغة، نتيجة الهجوم عليها وسرقة محتوياتها. كما شهد حي «بنسودة» الشعبي، والذي يوصف بكونه معقل العمدة شباط، تجدُّدَ أعمال شغب بالقرب من منزل الأخير، ورفع بعض المشاركين في هذه الأعمال شعارات مناهضة لعمدة فاس، مطالبين إياه بالرحيل عن المدينة. وعرف الحي مواجهات بين هؤلاء الأشخاص وبين رجال الأمن. وأصيب رجل أمن (قوات مساعدة) بجرح غائر في اليد، بعدما اعتدى عليه جانح بالسلاح الأبيض بالقرب من مؤسسة تعليمية (ثانوية الأدارسة). وقد بلغ عدد المعتقلين على خلفية هذه الأحداث حوالي 16 شخصا، تبين لرجال الأمن أن عددا منهم من ذوي السوابق القضائية في مجال الاعتداء والسرقة باستعمال الأسلحة البيضاء. كما تم اعتقال شخصين اتُّهِما بزرع الرعب في مختلف أنحاء المدينة، بسبب نشر إشاعات لترويع الساكنة. وطبقا لمصادر أمنية، فإن الشخصين ظلا يمتطيان دراجة نارية ويتجولان بها في مختلف أحياء المدينة، لنشر هذه الإشاعات. وقد دفعت هذه الأحداث عددا من المؤسسات التعليمية في المدينة إلى إغلاق أبوابها وعمد بعض التلاميذ إلى الخروج في احتجاجات سرعان ما انفضّت، دون تسجيل أي تدخل أمني في حق المشاركين فيها.