استمرت أول أمس الإثنين المواجهات مابين متظاهرين وقوات الأمن إلى ساعات متأخرة من الليل بالأحياء الهامشية لإمزورن في ظل توتر الأوضاع بعد اندساس ملثمين غرباء عن المنطقة، تبرأت منهم عموم الجماهير المحتجة، التي أكدت في تصريحات متطابقة للجريدة أن احتجاجاتها ذات طابع سلمي لتحقيق مطالب اجتماعية وسياسية ولإطلاق سراح المعتقلين، الذين ألقي عليهم القبض على إثر أحداث 20 فبراير وما تلاها من مسيرات عرفتها مدن الحسيمة وبني بوعياش وبوكيدارن وإمزورن. وحماية لأمنهم وأمن أسرهم نظم الأهالي ببلدية إمزورن أنفسهم في لجان شعبية بالأحياء لحماية ممتلكاتهم، مؤكدين أن ملثمين غرباء عن المنطقة يتزعمون أعمال التخريب وترهيب ساكنة المنطقة، خاصة أن القيادات الشابة المؤطرة لهذه التظاهرات تحث المتظاهرين على عدم التخريب أو استعمال العنف، رافعين شعارات تنصب في هذا السياق من قبيل «مسيرة سلمية، مطالب شرعية»، معتبرة أن نضالها سلمي لتحقيق مطالب عادلة ومشروعة بسقف مطلبي واضح ينسجم مع المطالب التي أعلن عنها شباب «الفايسبوك»، والتي تنصب عموما في تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة والعيش الكريم لعموم المواطنين المغاربة. وأكدت مصادر مطلعة أن المنطقة عرفت استقدام تعزيزات أمنية مكثفة تحسبا لأي انفلات، كما وقع بالحسيمة التي لم يخف فيها فاعلون جمعويون شكوكهم فيمن يقف وراء أعمال الإحراق والنهب والتخريب، محملين المسؤولية للجهات الأمنية للقيام بواجبها في حماية أمن المواطنين، خاصة في ظل تداول أخبار عن كون المتسببين في عمليات الإحراق والمتزعمين لعمليات النهب والتخريب غرباء عن الإقليم، مما يفتح الباب على مصراعيه لتناسل العديد من الأسئلة والاستفسارات حول حيثيات ما وقع و مدى تورط جهات ما في تصفية حسابات على حساب الريف وأبنائه، وهي الإشارة التي لمح لها بيان استقالة محمد بودرا، الأمين العام الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بالحسيمة، من منصبه كرئيس لجهة تازةالحسيمة تاونات بعد الأحداث التي عرفتها المدينة كنوع من الاحتجاج الضمني عما أسماه « تحالفات غريبة لتصفية الحسابات بين المسؤولين تريد إجهاض كل ما أنجزناه منذ عشر سنوات بالريف والحسيمة»، وهو ما يفتح باب التأويلات أكثر مما يقدم إجابة عما وقع وكيف وقع، أما لماذا وقع فتظل مقارباته عديدة بتعدد المواقع والمسؤوليات. وقد أفادت وكالة المغرب العربي للأنباء، نقلا عن شهود عيان، أن الجثث الخمسة التي عثر عليها متفحمة داخل إحدى الوكالات البنكية في أحداث الشغب عقب تظاهرات الأحد الماضي، تعود لمشاغبين حاولوا نهب الوكالة. وقد كان هؤلاء الأشخاص يقومون بمحاولة نهب البنك، في الوقت الذي كان مشاغبون آخرون يضرمون النار في البناية المذكورة .