تحاول فرقة أمنية خاصة، حلت مؤخرا بعدد من مدن الشمال، فك شفرات شبكة لتجنيد مغاربة للتوجه إلى العراق انطلاقا من طنجة والعرائش. وحسب مصادر مطلعة فإن رجال عبد اللطيف الحموشي يحاولون جاهدين وضع اليد على الرأس المدبر لهذه الشبكة الذي يواصل عمليات استقطاب متطوعين جدد، رغم الضربات الموجعة التي يتلقاها في كل مرة ينجح فيها في استمالة أشخاص جدد للالتحاق بصفوف التنظيم. واستنادا إلى المصادر ذاتها فإن تحركات رجال الحموشي جاءت بناء على معلومات توصلت بها مصالح لادجيد من أجهزة اسختبارتية عربية بخصوص مصير عدد من المغاربة الذي توجهوا إلى العراق في وقت سابق، ومنهم من نفذ عمليات انتحارية لفائدة تنظيم القاعدة ببلاد الرافدين ومنهم من لم يعجبه الوضع وفضل مغادرة العراق. وبينت التحريات أن عددا من هؤلاء رجع إلى المغرب بعد أن تلقى تدريبات عسكرية مختلفة، والبعض الآخر غير وجهته نحو الدول المجاورة للعراق، خاصة سوريا ولبنان وتركيا. هذه الأخيرة غدت معبرا سهلا للأشخاص الذين يتم تجنيدهم لفائدة تنظيم القاعدة لعدم اشتراط التأشيرة من أجل دخول هذا البلد. وأسفر تتبع خيوط هذه الشبكة عن توقيف مصالح الأمن الشهر الماضي لعناصر خلية متكونة من 35 شخصا، قالت وزارة الداخلية إنهم كانوا بصدد تنفيذ أعمال إرهابية بالمغرب الصيف الجاري. وفي كل مرة تعتقد فيها العناصر الأمنية المختصة بمكافحة الإرهاب أنها وضعت يدها على خيوط شبكة تجنيد مغاربة إلى العراق، يتضح لها فيما بعد أن تلك الشبكة لها فروع أخرى حيث قادت التحقيقات التي بوشرت مع عناصر الخلية السالفة إلى اكتشاف وجود عناصر أخرى. ففي يوم 25 يوليوز الماضي، حوالي الساعة العاشرة ليلا حلت فرقة أمنية خاصة بزي مدني بمنطقة المرسىجنوبالعيون وقامت باقتياد أربعة أشخاص من نفس الحي، بينهم شقيقان، وتظهر عليهم علامات التدين ويتعلق الأمر بكل من أجمال رشيد 29 سنة متزوج وله ابن واحد، يمتهن الخياطة، وايت عابد لحسن 26 سنة متزوج وله ابن واحد وهو صباغ، و بن عمارة عبد المولى 32 سنة يمتهن التجارة متزوج وله أولاد وشقيقه بن عمارة إسماعيل 26 سنة وهو تاجر، متزوج وله ابن واحد. وحسب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعيون الذي التجأت إليه عائلات هؤلاء الموقوفين فإن الأشخاص المشار إليهم تعرضوا للاختطاف من طرف مجهولين بزي مدني يركبون سيارة من نوع «رونو 19». ظلت تراقب تحركاتهم فترة طويلة قبل أن يقدم أفراد بزي مدني على اختطاف أحدهم أثناء مغادرته لمحل عمله بعد الساعة 10 ليلا من يوم الجمعة 25 يوليوز الماضي .وابتداء من الساعة 10 والنصف ليلا فوجئت زوجة نفس الشخص بهم يقتحمون منزلها ويقدمون أنفسهم على أنهم عناصر أمنية، بحيث قاموا بتفتيش المنزل تفتيشا دقيقا ومصادرة بطاقة التعريف الوطنية للزوج وبعض الوثائق و بعض الأقراص المدمجة وكتب دينية وقارورة من العسل. واستنادا إلى المصادر ذاتها فإن الموقوفين الشقيقين تعرضا للاختطاف ليلة الجمعة 25 يوليوز الماضي ابتداء من الساعة 10 والنصف ليلا من أمام المسجد من طرف أفراد بزي مدني ترافقهم عناصر أمنية بزي مدني ضمنهم عنصر يقطن مدينة المرسى تعرفت عليه عائلة المختطفين وبعض الجيران والذي حضر أيضا عملية تفتيش المنازل . تعرض المنزل حيث يقطن المختطفون باعتبارهم إخوة رفقة والدهم إلى المداهمة والتفتيش من طرف عناصر قدمت نفسها على أنها من الأمن، بحيث صادرت بطائق التعريف، هواتف نقالة، أقراصا مدمجة، جهاز حاسوب ومبلغا ماليا.