تصاعدت في الآونة الأخيرة، عمليات سرقة خشب الأرز، التي تتعرض لها الغابة، خاصة مع حلول البرد والصقيع، نظرا للظروف المناخية الصعبة التي تجتاح المنطقة وحاجة السكان إلى حطب التدفئة، وهو ما يغري عصابات تهريب خشب الأرز بالرفع من عدد محاولاتها خلال هذه الفترة من السنة، مما دفع بعدد من المهتمين إلى دق ناقوس الخطر، داعين إلى تكثيف الجهود للحد من الاستنزاف، الذي يتعرض له شجر الأرز في المنطقة.. ودعت فعاليات جمعوية في المنطقة إلى تنسيق الجهود بين كافة المتدخلين لوقف التدمير الممنهج، الذي يتعرض له شجر الأرز. وكشفت دراسات للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة عن تهديد أشجار الأرز بمنطقة الأطلس المتوسط بالاندثار لعدة أسباب، منها الرعي المكثف والجائر، نظرا لما تعيشه الغابة بهذه المنطقة من عمليات النهب والسلب والاستنزاف والحرائق وما إلى ذلك من المسببات التي تساهم في عدم توازن المنظومة الغابوية وتؤثر في الغطاء الإيكولوجي، مما يفتح المجال على مصراعيه للطفيليات المدمرة والفطريات التي تلحق أضرارا بالغة تتسبب في موت شجرة الأرز، حيث إن ما يزيد عن 133 ألف هكتار من غابات الأرز مهددة بالانقراض والزوال موزعة بين منطقة الريف والأطلس المتوسط وشرق الأطلس الكبير.. الأمر الذي يجعل من حمايتها أكبر تحد، على اعتبار أن مافيات الغابة تمكنت من خلق لوبيات للضغط وهو ما جعل مشروع التقسيم الجديد يأخذ بعين الاعتبار الزيادة في مجالات استغلال الغابات، سواء من طرف حق استغلال ذوي الحقوق أو السمسرات الخاصة ببيع الأخشاب.. وإذا كانت الدراسة قد حذرت فقط من خطورة الوضع بإقليم إفران فإن الأمر يأخذ طابعا أكبر بمناطق أخرى من جهة مكناس تافيلالت. أما بخصوص الاهتمامات الحقيقية لمكونات المجتمع المدني المهتمة بالشأن البيئي والمحافظة عليه كما هو مسطر بقوانينها الأساسية، فهي مدعوة الآن، إلى تتبع الأوضاع المزرية التي أصبح يعرفها القطاع الغابوي بالإقليم من استنزاف واستغلال، إذ لم تسلم مختلف غابات الإقليم من عمليات سطو منظمة. وأشارت مصادر مهتمة بالمجال الغابة إلى أن الإدارة أصبحت مدعوة إلى حماية هذه الموارد الطبيعية، وقد سبق في فترات متفرقة ضبط شاحنات محملة بأشجار الأرز المسروقة وتم ضبط العديد من محترفي اجتثاث الأشجار، كما تم التستر وحفظ العديد من الملفات - حسب المتحدثين إلى «المساء» - التي تم إقبارها وطمس معالمها بتنسيق بين الأطراف المستفيدة، بل في بعض الأحيان يتم ضبط كمية لكن يصرح في المحاضر الرسمية بكمية أقل بكثير .. أمام هاته الوقائع، تنتظر فعاليات مهنية وجمعوية مرتبطة بالمجال أن تزيد مجموعة من الجهات المعنية من تجاهل الوضع السيئ الذي يعيشه القطاع الغابوي بالإقليم، وتترقب اتخاذ تدابير زجرية وتفعيل دور الجهات المسؤولة بالدرجة الأولى ومحاولة إشراك الساكنة والمجتمع المدني عن طريق خلق مشاريع مدرة للدخل.