شهدت المياه القريبة من جزيرة ليلى، أو جزيرة المعدنوس التي يطلق عليها الإسبان اسم بيريخيل، اختفاء شاب في الأسبوع الماضي في ظروف غامضة، عندما كان يزاول هواية الغطس رفقة أحد أصدقائه بمحاذاة الجزيرة التي كانت سببا في اندلاع أزمة سياسية ساخنة بين المغرب وإسبانيا في شهر يوليوز من عام 2002. وكان الشاب حجاج بلال، البالغ من العمر 20 عاما، قد نزل إلى المياه المحيطة بجزيرة ليلى بعدما سلم الجنود المغاربة المرابطين في المركز الموجود بجزيرة تورة، على بعد 167 كيلومترا فقط من جزيرة ليلى، رخصة الصيد كعادته، ونزل إلى المياه في الساعة التاسعة صباحا من يوم الخميس ما قبل الماضي مع صديقه. وفي حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف خرج صديقه من البحر وانتظر خروجه دون جدوى، وبعد حوالي ساعة من الانتظار صعد فوق الجزيرة، التي يمنع على المغاربة والإسبان الوصول إليها منذ نزاع عام 2002، حيث كان هناك اتفاق ضمني على أن تبقى الجزيرة منطقة محايدة، ثم نزل إلى المياه للبحث عنه دون جدوى. وبعد عدة ساعات من البحث توصلت أسرة الشاب بخبر اختفائه، فتوجهت إلى كوميسارية مدينة الفنيدق، حيث تعيش الأسرة، لكن مسؤولي الأمن وجهوها إلى أمن خميس أنجرة التابع لولاية طنجة، لأن جزيرة ليلى أصبحت تابعة لها منذ النزاع مع إسبانيا، حيث كانت قبل ذلك تتبع للسلطات الإدارية بتطوان، وفي مساء نفس اليوم حضرت فرقة من البحرية الملكية من طنجة وقامت بجولة للتفتيش عن جثة الشاب، غير أنها، حسب أحد أقارب الأسرة، قامت بالبحث بعيدا حتى عن المنطقة التي كان الشاب المفقود يسبح فيها، خشية إثارة نزاع جديد مع السلطات الإسبانية ومن التقاط الأقمار الاصطناعية الإسبانية لصورة القارب وهو يتجول قريبا من الصخرة، الأمر الذي كشف عن وجود ثغرات قانونية كبيرة لم يتم التفاوض بشأنها بين مدريد والرباط خلال المفاوضات التي أشرفت عليها وزارة الخارجية الأمريكية، في شخص كولن باول آنذاك، لتسوية النزاع. وقال أحد أقارب الشاب المختفي في تصريحات ل«المساء»، رغب في عدم الكشف عن هويته، إن الأسرة اتصلت بالصليب الأحمر الإسباني في سبتةالمحتلة، قريبا من الفنيدق، عبر بعض الأصدقاء هناك، فعبر هؤلاء عن استعدادهم للبحث عن الجثة، شريطة أن تمدهم الأسرة بصورة عن محضر رسمي، لكن الدرك الملكي امتنع عن تسليم الأسرة محضرا بدعوى عدم وجود جثة، مما عرقل عملية البحث. وقال نفس المصدر إن مصالح البحرية الإسبانية قامت بالاتصال بالأسرة ووجهت إليها أسئلة حول الشاب المختفي، تخص لون بشرته وطوله ونوعية لباس الغطس الذي كان يرتديه ولونه، وطلبت صورته ورقم هاتف أحد أقاربه لنشرهما مع ملصق يطالب جميع من رأوه بالاتصال بالأسرة، وتوزيع الملصق في جميع المراكز التي يرتادها الناس في المدينةالمحتلة، كما أبرق مركز الدرك الملكي بخميس أنجرة إلى كل مراكز المراقبة التابعة للدرك خبر اختفاء الشباب بلال، مع التوصية بالتبليغ الفوري عند إيجاد أي أثر للجثة. وحسب قريب للضحية فإن عملية البحث التي قام بها بعض أصدقاء الشاب المختفي، المتمرسين على الغطس، قادتهم إلى العثور على سمكة كبيرة عليها أثر ضربة بسهم بندقية صيد الأسماك التي كان يستخدمها الراحل، ما يعني أنه اختفى خلال مزاولته لهوايته المفضلة، ليظل اختفاؤه لغزا غامضا تنتظر أسرته بكثير من الصبر جلاء الغبار عليه وتسلم الجثة لدفنها.