شهدت قرية بليونش يوم السبت الماضي مراسيم تشييع جنازة رحمة لعشيري، صاحبة قطيع الماعز الذي كان يتواجد في جزيرة ليلى أثناء اندلاع الأزمة المغربية-الإسبانية حولها. وعرفت الجنازة حضور عدد كبير من سكان قرية بليونش ومن مدينة سبتة وتطوان وطنجة، حيث كانت علامات الحزن والأسى بادية على وجوه مشيعي جثمان رحمة البالغة من العمر حوالي 78 سنة، والتي أصبح اسمها مقترنا دوليا بشكل مباشر بالنزاع، باعتبارها صاحبة قطيع الماعز الذي كان يتواجد على الصخرة أثناء اندلاع «الصراع». وكانت «المساء» آخر منبر صحفي يلتقي برحمة لعشيري قبل وفاتها، وذلك يوم 8 من شهر يوليوز الماضي، أثناء إنجازنا لروبورتاج حول الذكرى السادسة لنشوب النزاع الذي كاد أن يؤدي إلى مواجهة عسكرية ويعصف بكل اتفاقيات «الصداقة وحسن الجوار» المبرمة بين البلدين. ولم تكن رحمة حينها تقوى على الوقوف، كما أنها لم تنطق سوى ببضع كلمات بعد إصابتها بشلل نصفي، فهي لم تتذكر من نزاع جزيرة ليلى سوى القليل، وما خلفه لها النزاع من ضياع لأكثر من 22 عنزة كانت تبيعها وتبيع حليبها لكسب لقمة عيشها. رحمة لعشيري التي كانت تقف شاهدة على كل الأحداث وكل اهتمامها منصب على مصير قطيع ماعزها الذي لم تعد تعرف شيئا عنه منذ ذلك الحين، زارتها زليخة نصري وقت احتقان أزمة جزيرة ليلى، ووعدتها بمكافأتها، لكن إلى حدود يوم وفاتها لم تحظ بأية مكافأة من طرف الدولة عكس الوعود المقدمة إليها حينها، كما فشلت محاولاتها المتكررة لمقاضاة الحكومة الإسبانية على هلاك رؤوس الماعز التي كانت تمتلكها أثناء النزاع حول الصخرة، والتي مات بعضها بسبب العطش أو لفزعها بسبب ضوضاء طائرات الهليكوبتر الإسبانية التي جعلتها تقفز في مياه البحر.