أوقف أعضاء يمثلون النقابة الوطنية لمبصاريي المغرب حملة كانت تعتزم جمعية تتحرك في مجال قياس النظر ومنح النظارات تنظيمها، عندما نظم عشرات المبصاريين وقفة احتجاجية أمام المقر الذي احتضن الحملة في جماعة «تحناوت»، نواحي مراكش. وقد رفع أعضاء النقابة الوطنية لمبصاريي المغرب خلال الأسبوع الماضي لافتات تدين تحركات الجمعية، التي قالوا إنها تعمل في إطار «العشوائية»، كما وجهوا انتقادات قوية للسلطات، التي سمحت ورخصت لهذه الجمعية للعمل في هذا المجال الحساس. وبعد أن أرسلت الجمعية مفوضا قضائيا من أجل تسجيل الوقائع في عين المكان لتقديم شكاية إلى المحكمة، تراجعت الجمعية المغربية لضعاف البصر، التي كانت تسمى في السابق جمعية «التنوير للبصريات» عن تنظيم النشاط، بعد أن اكتشفت أمر المفوض القضائي الذي أُرسِل من قِبَل النقابة، لتقوم بعد مغادرة المفوض للمقر باستئناف العمل، ليعمد بعد ذلك أعضاء النقابة إلى إرسال شابين من أبناء المنطقة إلى المقر، الذي يحتضن النشاط من أجل الادعاء بأنهما يعانيان من ضعف في البصر وتأكيد واقعة حصول الجمعية على أموال من الحاضرين، مقابل قياس البصر ومنح نظارات. وبعد أن أكد الشابان للمبصاريين حصول ممثلي الجمعية على المال، توجه العشرات من أعضاء النقابة الوطنية إلى مقر الجمعية ورفعوا شعارات وحملوا لافتات تدين الجمعية والجهة التي رخصت للنشاط. وأوضح محمد بطولة، رئيس النقابة الوطنية للمبصاريين المغاربة، أن الجمعية المغربية لضعاف البصر، التي كانت تسمى في السابق جمعية «التنوير للبصريات»، «غيرت اسمها بعد اكتشاف أمرها من طرف الجهات المعنية وعادت لممارسة نشاطاتها المشبوهة التي تدر عليها أرباحا طائلة»، على اعتبار أن الجمعية المعنية تمارس نشاطها في جميع أنحاء المغرب وتعقد صفقات كبيرة مع مجموعة من الجهات، بما فيها المؤسسات العمومية والمجالس الجماعية وغيرها. وأضاف بطولة، في تصريح ل»المساء»، أن هذه الجمعية تستفيد من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالإضافة إلى بيع النظارات «تحت غطاءات كاذبة». وأكد رئيس النقابة أن كل الخدمات التي تدعي الجمعية تقديمها في إطار عمل جمعوي هي بمثابة «ذر للرماد في العيون»، من أجل الوصول إلى الهدف غير المعلن، والمتمثل في بيع النظارات بأثمنة تتراوح بين 200 و500 درهم. وأشار إلى أن الجمعية تقوم أيضا بقياس ارتفاع الضغط الدموي وقياس نبضات القلب وقياس درجة الحرارة وقياس الطول والوزن وبعض الفحوصات الخاصة بالقصور الكلوي وغيرها. كما انتقدت النقابة المذكورة، بشدة، حالة الفوضى التي يشهدها القطاع والتراخيص التي تمنح لمجموعة من الأشخاص الغرباء عن القطاع، كما هو شأن الرخصة المسلمة من طرف ولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى للاعب دولي سابق من أجل ممارسة هذا النشاط. ويخوض أعضاء النقابة المهنية الجهوية للمبصاريين المغاربة في جهة مراكش تانسيفت الحوز «حربا» واسعة في الإقليم ضد بعض الجمعيات التنموية التي تشتغل في ميدان البصريات، والتي «تستغل العمل الجمعوي من أجل جني أرباح مادية طائلة»، حيث تفشت مؤخرا ظاهرة حملات فحص البصر من طرف بعض الجمعيات، وفي بعض الأحيان، تحت رعاية بعض المجالس البلدية، مما تسبب في فوضى عارمة في القطاع، تتعرض في ظلها صحة المواطنين للخطر.