أكد محمد أبو ضمير، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في الجهة الشرقية، أن مشروع بناء المدرسة المغربية الجديدة قد قطع أشواطا مهمةً وحقق تراكمات ومنجزات كمية ونوعيةً مشجعة وأن هذا المنجز قد أصبح -اليوم- يستدعي من مكونات المجتمع المغربي جميعها مواصلة بذل الجهود من أجل تحصينها وتعزيز مكتسباتها، من أجل كسب رهان «مدرسة النجاح»، الذي أصبح يستدعي من الجميع حشد كل الطاقات، عبر إعمال توجهات وإجراءات البرنامج الاستعجالي، بما يُمكّن من جعل المنتوج التربوي طاقة تنموية خلاقة ومن المدرسة فضاء للتشارك والتواصل بين مختلف الفرقاء والمتدخلين. وأشار أبو ضمير، في كلمته بمناسبة افتتاح اللقاء الجهوي حول «مبادرة جيل مدرسة النجاح»، الذي تم تنظيمه في مقر الأكاديمية يوم الخميس 10 فبراير الجاري، إلى أن مسارات إصلاح منظومة التربية والتكوين في بلادنا قد أسفرت عن علامات مميزة في منظومة التصورات والبرامج والعمليات والاستحقاقات المرتبطة بتدبير الشأن التربوي، المتسم بالحيوية المتجددة وتشابك الأبعاد والامتدادات، وأتاحت للمجتمع المغربي، برمته، اختبار قناعة كون عملية الإصلاح سيرورة تتجدد وتتقوى بحركية التحصيل والتقويم والترصيد والمراجعة وليست لحظة «ستاتيكية» تكتفي بمسارها المغلق، يمكن أن تنتهي إلى النجاح التام أو الفشل الذريع، بل هي دينامية تتفاعل بلا انقطاع مع شرطها السوسيو -تاريخي والمعرفي والبيداغوجي، إذ إن تجربة الإصلاح، في حصيلتها الميدانية، قد ساهمت بشكل ملحوظ في إثراء وتقوية وتنويع تصورات ومقاربات وأدوات بناء المشروع التربوي وفي تتبع مختلف الأسئلة والوضعيات والإشكالات التي تفرزها معطيات وأسئلة الواقع التربوي المتحرك باستمرار، مما يستوجب استثمار هذه الحصيلة الإيجابية في اتجاه استدامة فعل الإصلاح وتعهد تصوراته بالتحديث المستمر والتعميق المتواصل. وأكد أبو ضمير أن وجهة الاشتغال تروم جعل مصلحة المتعلم في قلب اهتمامات المنظومة التربوية والارتقاء بالفضاءات المدرسية وإرساء دعائم مدرسة النجاح وتطويق ظاهرة الهدر المدرسي ومهننة القدرات التدبيرية للنظام التربوي وتعميق تجربة «مبادرة جيل مدرسة النجاح» وتثبيت دعائمها، بما يمكّن من الارتقاء بجاذبية مدارسنا.. باعتبار أن هذه المبادرة ستؤرّخ للجيل الذي انطلق معه التطبيق الفعلي للبرنامج الاستعجالي، المشروع التربوي الذي يعد اختيارا عمليا كفيلا بإعادة الاعتبار إلى المدرسة المغربية ومقاربة تعتمد الأولويات والوقاية قبل العلاج. وينتظم هذا اللقاء الجهوي حول تتبع «مبادرة جيل مدرسة النجاح» في محطة ثالثة، بتعاون وتنسيق بين مديرية الحياة المدرسية والأكاديمية، والذي يتوخى التعرف على الوضعية الحالية لمسار تنفيذ هذه المبادرة في الجهة الشرقية، كما يتوخى إنجاز زيارات ميدانية تتبعية لعينة من المؤسسات التعليمية، علاوة على توخيه تتبع عملية تأهيل الفضاءات التعليمية واقتناء وسائل عمل أستاذات وأساتذة «جيل مدرسة النجاح» وكذا تتبع محطات تقويم التعلمات الخاصة بالموسم الدراسي الجاري في دورته الأولى، كما يتوخى هذا اللقاء الهام التحضير للعمليات والمراحل الموالية لهذه المبادرة. أما عرض الفريق المركزي فذكّر بمفهوم المبادرة، المتمثل في مجال توحيد وتجميع كل الجهود التي تولدها تعبئة الفئات الفاعلة في البرنامج الاستعجالي، لتعزيز مستوى تعميم التمدرس وتعزيز جودة التعليم الابتدائي والتقاطعات مع بعض مشاريع البرنامج الاستعجالي، منها المشروع «E1.P1»، لتطوير التعليم الأولي والمشروع «E1.P2»، لتحسين العرض التربوي، والمشروع «E1.P3»، لتأهيل المؤسسات التعليمية، والمشروع «E1.P5»، لمحاربة ظاهرة التكرار والانقطاع عن الدراسة، والمشروع «E1.P7»، لإنصاف الأطفال والجماعات ذوي الاحتياجات الخاصة، والمشروع «E1.P8»، لتحسين العتاد البيداغوجي، والمشروع «E1.P10»، لإدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال وحفز روح الإبداع ضمن مجال التعلمات...