اعتقل الدرك الملكي في المركز المؤقت في «دار بوعزة»، صباح أول أمس السبت، 3 أشخاص، بنيهم قاصران، متهمين بتكوين عصابة إجرامية، بعد اقتحامهم مبنى «دار الشباب» في المنطقة وسرقة تجهيزاتها. وقد شملت لائحة المعتقلين كلا من ابن مدير الثانوية التأهيلية «الطيب الخمال» وابن مدير دار الشباب دار بوعزة وشابا آخر من بلوك «بام»، فيما ما يزال ابن عون سلطة في حالة فرار. وجاء اعتقال هؤلاء المتهمين بعدما قام مدير دار الشباب، في اليوم نفسه، بوضع شكاية ضد مجهول في شأن سرقة حاسوب وقارئ «دي في دي» وجهاز تلفاز من الحجم الكبير كان قد أهداه أمير سعودي لدار الشباب، فيما تحدثت مصادر أخرى عن أن مصالح الدرك استمعوا، أيضا، إلى مسؤولة في وزارة الشباب والرياضة في إقليم النواصر. وكان المتهمون قد قاموا، في جنح الظلام ليلة الجمعة -السبت الماضيين، بفتح الباب الرئيسي لمقر دار «الشباب» بواسطة مفتاح استطاعوا الحصول عليه بطريقة حيّرت رجال الدرك، حيث دخلوا ساحة الدار وقاموا بعد ذلك بفتح الباب الحديدي بمفتاح آخر واقتحام الباب الخشبي لمكتب مدير الدار ذاتها وسرقوا حاسوبا وقارئ «دي في دي» وقاموا بإخفائهما في منزل مدير الثانوية المذكورة. كما قام بعضهم بنقل جهاز تلفاز من الحجم الكبير من قاعة داحل دار الشباب إلى قاعة أخرى، بغرض إرباك حسابات رجال الدرك. وأثناء حضور الدرك العلمي من أجل إجراء التحريات الأولية، بحضور مدير الدار، قاموا بمعاينة كسر الباب الخشبي المشار إليه وأخذوا البصمات المطلوبة. كما دخلوا إلى كل القاعات التي كانت مفتوحة إلا واحدة كانت موصدة بإحكام. وعندما طلب رجال الدرك من مدير دار الشباب فتح تلك القاعة، تردد في بداية الأمر، إلا أن الدرك أصر على فتحها ولما ولجوها، وجدوا فيها جهاز التلفزيون الذي سبق أن صرح المدير بأنه ضمن المسروقات، وحينها اضطر الدرك الملكي، رفقة أعوان السلطة, إلى تفتيش منزل المدير المحاذي لدار الشباب، بعد أن ارتابوا في أمره. وقد حار رجال الدرك في أمر فتح الباب الحديدي لمكتب المدير. وقد حامت الشكوك حول المسمى «ع. ا.» الذي كان، حسب شهود عيان، يتواجد بحديقة «الزرقطوني»، الواقعة قبالة دار الشباب المذكورة إلى حدود الثانية صباحا من يوم أمس السبت, صحبة نجل مدير الدار ذاتها. وقد تمكن رجال الدرك من إيقافه بسهولة، قبل أن يكشف لهم عن الخيوط الأولى ل«لغز» هذه السرقة وأمدّهم بأسماء المشاركين معه، ومن بينهم ابن مدير الدار وابن مدير الثانوية المذكورة وابن شيخ القبيلة، المشار إليه، والذي يوجد في حالة فرار . وحسب مصادر من عين المكان، فما إن علم المتهم, ابن مدير الثانوية, أن الدرك بصدد البحث عنه، حتى قام بإلقاء الحاسوب وراء جدار الثانوية المذكورة، من أجل إبعاد التهمة عنه. وأثناء البحث والتحري، اعترف المتهمون باقترافهم عدة جرائم، من بينها السرقة الموصوفة بالتسلق ليلا والكسر وإخفاء المسروق في سطح دار الشباب المذكورة وكسر زجاج عدة سيارات في «تجزئة الأنصاري»، ومن بينها سيارة أحد رجال الدرك يقطن هناك واقتحام فيلا في «القرية النموذجية»، حيث تمكنوا من سرقة نظارات غالية الثمن وجهاز «أيبود» وكرسي مخصص لجلوس الأطفال في المقاعد الخلفية للسيارات وحملوه إلى سطح دار الشباب المومأ إليها وأخفوه هناك. وقد اقتيد نجل مدير دار الشباب من طرف الدرك وانتظروه إلى حين تسلقه جدار الدار ذاتها وصعد إلى سطحها وعاد وهو يحمل الكرسي إياه بين يديه. وحسب أحد المطلعين على خبايا الأمور، فإن جهات نافذة ومنتخَبين في بلدية دار بوعزة، متورطة في البناء العشوائي، «تدخلت» لدى الدرك الملكي في المركز المؤقت المشار إليه من أجل «طمس» هذا الملف، إلا أن هذه التدخلات لم تؤت أكلها، خاصة أن لجنة من المفتشية الجهوية للدرك الملكي قامت، يوم الجمعة المنصرم، بزيارة مفاجئة لمقر الدكر في المنطقة وقضت اليوم كله في تفتيش المركز المذكور، من العاشرة صباحا إلى حدود منتصف الليل. كما أن رجال الدرك يقومون بإقفال باب المركز المذكور على الساعة السادسة مساء، أمام استغراب السكان والمواطنين الذين ما فتئوا يقدّمون شكاياتهم للجهات المسؤولة، لكن دون جدوى. وعندما يأتي المواطن الراغب في التبليغ عن جنحة أو جريمة أو أي شيء مستعجل فإن أحد رجال الدرك بواسطة يجيبه «الأنترفون: «سير حتى لغدا»...