دخل المسلسل الاحتجاجي لضحايا «الشعبي للإسكان» منعطفا تصعيديا جديدا، حيث سيدخل هؤلاء الضحايا في اعتصام مفتوح ابتداء من اليوم السبت، احتجاجا على التأخر في تسليمهم الشقق التي مازالوا ينتظرون الإفراج عنها منذ عدة سنوات، وهو الوقت الذي اكتروا فيه شققا بمبالغ باهظة، مما يفاقم معاناتهم الاجتماعية. وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية، حسب بعض المتضررين، بسبب مسلسل «التماطل» الذي يبدو، أنه لم يشارف على نهايته بعدُ، إذ إن كل الوعود التي تقدم للمتضررين سرعان ما تتبخر بمجرد ما يفك المعنيون إضراباتهم ويتراجعون عن التصعيد «المشروع»، الذي يهدف إلى التسريع بإنجاز الشقق وتسليمها إلى أصحابها الذين عانوا كثيرا وما زالوا بسبب طول الانتظار، حسب المصادر نفسها. ويذكر أن هذا الاعتصام جاء عقب وقفة احتجاجية نُظِّمت أمام مشروع «الفجر»، التابع ل«الشعبي للإسكان» في البرنوصي في مدينة الدارالبيضاء، يوم السبت الماضي، للمطالبة بتسريع الأشغال، بعد أن لاحظ الضحايا عن كثب ما أسموه «تأخرا» في أشغال المشروع، في الوقت الذي تلقوا وعودا بأنهم سيتسلمون شققهم في شهر فبراير الجاري، وهو أمر مُستبعَد، بسبب التأخر المذكور. وأكد مصدر من المتضررين أن الوقفة وُوجِهت ب«تهميش» من طرف الجهات المعنية، في الوقت الذي «قُهِر» العشرات من فرط الانتظار من أجل تسلم شقق قيل إنها ستكون تحت تصرفهم في سنة 2008. وأكد المتضررون أنهم انتظروا لمدة طويلة، إذ في كل مرة يقدم لهم المسؤولون في الإدارة حُججا جديدة، للتملص من المسؤولية، وآخرها مشكل التطهير الذي تم حله، لكن المشكل الأساسي، يؤكد بعض المتضررين، يتمثل في بطء الأشغال في المشروع. وأضافوا أن شركة «الشعبي للإسكان»، لمالكها ميلود الشعبي، لم تفِ بعهدها الذي قطعته على نفسها في شتنبر من سنة 2007 بتسليم الشقق، بعد سنة ونصف من ذلك التاريخ، والقاضي بتسليم شقق لفائدة 2500 مستفيد في المشروع المذكور، الذي يوجد في عمالة مقاطعة البرنوصي. وفي تصريح ل«المساء»، قال محمد البشيري، «إن الاعتصام لن يتوقف هذه المرة إلا إذا تم تقديم وعود حقيقية ومكتوبة على الأوراق من أجل فكه، ما دامت كل الوعود التي تم تقديمها في السالف لم تعرف طريقها نحو التحقق، وهو ما تترجمه، على وجه التحديد، الأشغال «البطيئة»، خاصة أن لمسات الإصلاح المهمة في هذه الشقق لم تتم إلى حد الآن، وهو ما يبعد إمكانية أن يتسلم المتضررون شققهم في شهر فبراير الجاري، وفق الوعود الشفوية التي تلقيناها من مسؤولين في الشركة، وأن الوقفة هي صرخة في وجه كل المسؤولين لمطالبتهم بضرورة تسريع هذه الأشغال».