أكد عبد الفتاح زهراش، عضو اللجنة المركزية لحزب الطليعة، أنه لا يزال يمارس مهامه الحزبية في صفوف حزب الطليعة، مشيرا إلى أن بيان التوقيف الذي أصدرته الكتابة الإقليمية بالرباط «لا يعنيه، لأنه عضو قيادي وبالتالي فإن قرار توقيفه ليس بيد هذه الهيئة»، وأردف قائلا: «أنا مناضل طليعي وسأبقى كذلك إلى أن أموت». وكانت الكتابة الإقليمية لحزب الطليعة بالرباط أصدرت بيانا تؤكد فيه توقيف المحامي عبد الفتاح زهراش لقيامه بمجموعة من السلوكات المنافية لتوجهات الحزب. وفي هذا السياق، قال عبد السلام الشاوش، الكاتب الإقليمي لحزب الطليعة بالرباط، إن قرار توقيف زهراش اتخذ على صعيد الكتابة الإقليمية وصادق عليه المجلس الإقليمي كذلك. وأكد الشاوش، في اتصال مع «المساء»، موضحا أسباب توقيف زهراش، أن البيان الصادر في الموضوع أورد جملة موجزة ومعبرة توضح جليا الأسباب الكامنة وراء اتخاذ هذا القرار. وأضاف أن زهراش «خرج عن التوجهات الحزبية والقيم النضالية للحزب». وأوضح الشاوش أن خروج زهراش عن توجهات الحزب اتضح في عدة مناسبات أهمها مؤتمر هيئة المحامين الذي عقد أخيرا في طنجة، حيث أبدى هذا الأخير مواقف تتعارض ومبادئ الحزب، والشيء نفسه في اجتماع الجمعية العمومية لهيئة المحامين، حيث صرح بأنه لم يعد هناك يمين ولا يسار، وهذا التصريح، يضيف الشاوش « تصريح لامسؤول يتعارض مع مواقفنا الحزبية اليسارية المتعارضة مع الفكر اليميني»، وأردف قائلا: «هذا إلى جانب مجموعة من المخالفات المهنية المسجلة ضده، حيث إنه لا ينضبط ويمارس ما يريد». من جهته، أعرب عبد الفتاح زهراش عن مفاجئته ببيان التوقيف الذي صدر في حقه، وقال في تصريح ل«المساء» إن حيثيات قرار التوقيف تعود إلى خلافات شخصية بينه وبين الكتابة الإقليمية للرباط. وأشار إلى أنه -عكس ما ورد في البيان- لا يزال في حزب الطليعة ويشتغل ضمنه. وأردف قائلا: «لا الكتابة الإقليمية ولا المجلس الإقليمي لهما الحق في توقيفي لأنني أنتمي إلى جهاز أعلى هو اللجنة المركزية». إلى ذلك، أكد عبد الفتاح زهراش أن مشاكله مع الكتابة الإقليمية بالرباط بدأت مباشرة بعد الانتخابات الأخيرة، حيث أثار تقييمه الخاص لهذه المحطة ردود فعل كثيرة، إلى جانب مواقفه من التحالفات، والعلاقة مع بعض مكونات اليسار، وخاصة علاقة حزب الطليعة بالنهج الديمقراطي. وأشار في هذا السياق إلى أن مواقفه واضحة، وأنه لا يتقبل التحالف مع النهج، ويفضل الانفتاح على أحزاب أخرى كالتقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي في إطار توسيع تحالفات اليسار والتنسيق في ما بينها، وأردف قائلا: «أفضل أن ننسق مع الاتحاد الاشتراكي ولا ننسق مع النهج الذي يقرأ بلاغ البوليساريو مستفزا مشاعر المغاربة». وكانت خلافات الكتابة الإقليمية للطليعة مع المحامي زهراش برزت منذ مدة، حيث تدخل رئيس الحزب أحمد بنجلون، ودرس تقريرين قدمهما كل من المعني بالأمر والكتابة الإقليمية، وتوصل إلى قرار استمرار زهراش في مواصلة مهامه الحزبية. من جهته، أكد عبد الرحمن بنعمرو، قيادي في حزب الطليعة، أن عبد الفتاح زهراش لا يزال إلى حد الآن يمارس مهامه الحزبية، مشيرا إلى أنه عضو في اللجنة المركزية، وبالتالي فإنها الجهة التي تبقى لها صلاحية توقيفه. وأكد بنعمرو، في تصريح ل»المساء»، أنه تم تشكيل لجينة على صعيد اللجنة المركزية هي التي ستتولى البت في الموضوع، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بخلافات شخصية بين زهراش والكتابة الإقليمية للحزب بالرباط.