شهد المنتدى الاجتماعي العالمي في دكار حالة من الارتباك، بعدما تمكّن أحد المغاربة الفارين من مخيمات «تندوف» من التعرف على جلاده الذي شارك رفقة مرتزقة «البوليساريو» في المنتدى، إذ بمجرد ما لمح المغربي محمد شريف «جلادَه»، صاح أمام المشاركين في المنتدى الاجتماعي العالمي: «إنه هو.. إنه هو.. المجرم.. الجلاد.. إنه جلاد.. إنه عضو في أجهزة الاستخبارات الجزائرية، كان يقود حملة التعذيب الممنهَج ضد المحتجَزين في معتقلات تندوف»... قبل أن يؤكد أنه تعرض للتعذيب، بطريقة وحشية، على مدى سنوات في مخيمات «تندوف» على يد ذلك «الجلاد». وحسب ما نقله مراسل وكالة المغرب العربي، لم يصدق شريف، الذي شارك في ورشة حول «النساء وحقوق الإنسان في الصحراء»، نظمتها «البوليساريو» مدعومة بناشطين إسبان، في إطار هذا المنتدى، نفسَه وهو يرى بأم عينيه جلادَه يقود وفد «البوليساريو» في هذه التظاهرة العالمية، إلا أن هذا المواطن المغربي والمعتقَل السابق في زنازن «تندوف»، والذي ما زالت آثار التعذيب موشومة على جسده، لم يتمكن من ولوج القاعة التي تحتضن هذه الورشة، بعدما حاصرته «ميليشيات أمنية» وحالت دون اقترابه من جلاده وإثارة نقاش غير مسبوق في هذا المنتدى العالمي عنوانه العريض «مواجهة بين ضحية وجلاده». وقد استمر مسلسل التضييق على المواطن المغربي، بعدما مُنِع من ولوج القاعة التي تحتضن الورشة التي طوق مدخلَها «حراس يتحكمون في عملية الدخول، كما لم يُسمَح لأي مغربي أو مشارك أجنبي «يُشتبَه» في تعاطفه ومساندته لقضية الوحدة الترابية للمملكة، بحضور هذه الورشة الدعائية، وتعمدت الصحافة الإسبانية عدم نقل الواقعة إلى الرأي العام الإسباني، في الوقت الذي تواصل نقل أطروحات وأكاذيب الانفصاليين. وفي السياق ذاته، ذكر محمد شريف أنه تم توقيفه سنة 1983، وتعرض على مدى سبع سنوات للتعذيب في زنزانة لا تتجاوز مساحتها 1.80 متر مربع على يد الشخص الذي «يقود» وفد «البوليساريو» في المنتدى الاجتماعي العالمي في دكار: «أنا أعرفه جيدا، إنه ليس صحراويا، إنه عضو في مصالح الاستخبارات الجزائرية المكلَّفة بمراقبة وقمع أي انتفاضة للمحتجَزين في مخيمات «تندوف»، يقول شريف.