أكد فاعلون من المجتمع المدني الصحراوي ، مساء أمس الخميس بدكار، أن مشروع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يظل الحل الوحيد والأمثل لوضع حد لنزاع مفتعل حول مغربية الصحراء. واعتبر المتدخلون خلال ندوة صحفية نظمت في إطار الدورة ال11 المنتدى الاجتماعي العالمي الذي تتواصل أشغاله بالعاصمة السنغالية إلى غاية ال11 من الشهر الجاري، أن المبادرة الملكية المتمثلة في مقترح الحكم الذاتي تعكس إرادة سياسية قوية من جلالة الملك محمد السادس لوضع حد لمعاناة المحتجزين في مخيمات تندوف منذ أزيد من 35 سنة. وفي هذا السياق، اعتبر رئيس جمعية الرأي للدفاع عن مغربية الصحراء والمحتجزين بتندوف، السيد العبادلة السملالي، أن مشروع الحكم الذاتي الذي وصفه المنتظم الدولي بالجدي وذي المصداقية يحمل في طياته كل أسباب النجاح بوصفه "الأكثر منطقية"، سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية. ومن جهته، اعتبر السيد لحسن لطيف، رئيس جمعية القبائل الصحراوية في أوروبا، أن الصحراويين لن يرضوا بديلا عن الحكم الذاتي لأنه سيمكنهم من تسيير شوونهم بأنفسهم، معتبرا أن المغرب بتقديمه لهذا المقترح يكون قد أعطى درسا عاليا في الديمقراطية. ودعا الجزائر إلى رفع يدها عن هذا الملف، مؤكدا أنه يتعين عليها ترجيح كفة العقل والعمل يدا في يد من أجل بناء مغرب عربي موحد ينعم كافة أبناءه بالأمن والاستقرار. كما وجهت رئيسة الجمعية الصحراوية للتضامن والتوعية بمشروع الحكم الذاتي، السيدة زهرة حيدرة، بالمناسبة، نداء إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، من أجل التدخل العاجل لفك طوق الحصار المضروب على المحتجزين بمخيمات تندوف وتمكينهم من العودة إلى وطنهم الأم للإسهام في ركب التنمية التي تشهدها المناطق الجنوبية للمملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ومن جهته، اعتبر السيد محمد الشريف أحد الناجين من السجون الرهيبة بتندوف، والذي لم يستفق بعد من هول الصدمة التي يكابدها جراء تعرفه على جلاده البشير الصغير، أن وجود هذا الأخير على رأس وفد "البوليساريو" في أشغال منتدى من هذا القبيل يعد إهانة علنية كبرى لروح المنتدى ولقيمه النبيلة. واستغرب كيف يمكن لهذا الضابط بالاستخبارات الجزائرية الذي تفنن في تعذيبه لسنوات عدة في السجون بجنوب الجزائر من حضور هذا المنتدى العالمي ليتبجح بالحديث و بكل وقاحة عن حقوق الإنسان. وكان فاعلون جمعويون مغاربة مشاركون في هذا المنتدى قد نظموا أمس مسيرة جابت مختلف فضاءات وأروقة جامعة الشيخ أنتا ديوب بدكار للتنديد لدى المشاركين بحضور الجلاد الجزائري الذي مازالت يداه ملطختان بدماء ضحاياه حينما كان يقود حملات للتعذيب داخل مخيمات العار في تندوف.