تعيش قناة «الرياضية»، في الأيام الأخيرة، على وقع العديد من المشاكل التي تهدد سيرها العادي. وفي هذا السياق، ذكر مصدر مطلع أن المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، محمد عياد، قام بزيارة مفاجئة لمختلف أرجاء القناة واطلع على مختلف مشاكلها، كما اجتمع مع طارق النجم، مدير القناة، للتداول حول واقع الأخيرة. وأشار مصدر إلى أن المدير العام اجتمع مع ممثلي المكتب النقابي الجديد، التابع للكونفدرالية الديموقراطية للشغل، وناقش معهم الملف المطلبي، بالتزامن مع تنفيذ النقابة وقفة احتجاجية أمام المقر. وجاءت هذه الزيارة بعد أيام من اتخاذ إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة قرارا بإقالة مدير البرامج، يوسف زهير، من قناة «الرياضية»، دون أن يُكشَف عن «السبب الحقيقي» لهذه الإقالة. وحسب مصدر مطلع، فإن إقالة مدير البرامج لن تكون إلا مقدمة لإصلاح واقع القناة، قبل فوات الأوان. وأكد المصدر أن «القناة تتخبط في العديد من المشاكل، أولها غياب هيكلة واضحة يمكن أن تضمن العمل السلس والفعال، وهذا الأمر يمكن أن يسقط على جميع الأقسام (التحرير، التقني، الإنتاج..). وحينما نقول «هيكلة»، فإننا نعني ربط مراحل العملية الإنتاجية في ما بينها، كما سبق أن حرصت على توضيحه شركة «لينا»، التي كونت الجيل الأول لصحافيي وتقنيي «الرياضية»، ويكفي الآن أن تزور «الرياضية»، لكي تطّلع على واقع التجهيزات التقنية وعلى مشاكل الأرشيف، فضلا على غياب قسم للتحقيقات والروبورطاجات وآخر للأخبار... كما أن هناك تداخلا «يُفسِد» العملية الإنتاجية السليمة ويساهم في الفوضى، دون أن يبرز أي مؤشر للإصلاح» وأضاف المصدر ذاته أن «هذا الواقع يمكن ربطه بواقع التجهيزات التقنية المهترئة، فأحيانا لا يجد الصحافي والتقني أي وسيلة للعمل، وإن وجدت، فهي غير كافية للوفاء بالمطلوب، دون نسيان الإشارة إلى ضيق المقر، مما يفتح الباب أمام المقاهي لتكون أحيانا فضاء لاستقبال الضيوف... وبعدما انتقد استمرار العمل بالعقود المؤقتة للمتعاونين، رغم الوضعية الأسرية والمهنية لبعض هؤلاء، فقد اعتبر المصدر أن الإدارة لم تقم بأي مبادرة للرفع من الأجور في القناة، والتي تجمدت لمدة خمس سنوات، مما خلق حالة من الإحباط وسط مستخدَميها، فضلا على تخصيص تعويضات «هزيلة للغاية ولا تساعد على العطاء والعمل»، مما يفسر مغادرة العديد من الأسماء القناة وتفضيل آخرين «التواري عن الأنظار»... ولم يستبعد المصدر أن يكون تأسيس نقابة جديدة في القناة نتيجة مباشرة لإقصاء بعض الأسماء، رغم ترديد فكرة أن الإدارة تلعب على وتر الاختلاف في الوضعية، لتحوله إلى اختلاف نقابي يهدد وحدة مفترضة للعاملين والنقابيين داخل هذه القناة الرياضية. وبعدما ذكّر المصدر باشتغال «الرياضية» خارج سياق التنافس مع الفضائيات وخروجها، منذ سنوات، من معادلة نقل التظاهرات العالمية (كأس إفريقا للأمم، عصبة الأبطال الأوربية والإفريقية، كأس القارات، كأس العالم..) قال إن القناة تعاني من تراجع عدد البرامج، وفسر المصدر الأمر بغياب الإمكانيات، مما جعل العديد من البرامج «تختفي» أو تلجأ إلى «إعادة» غير مبررة، في وقت الذروة، للعديد من البرامج. في هذا السياق، قرر الصحافي مصطفى بدري، معد ومقدم برنامج «الضيف الخامس»، عدم تجديد العقد الذي كان يربطه مع «الرياضية». وقد فسر بدري قراراه بتحفظه على العديد من بنوده، وقال، في تصريح ل«المساء»: «يجب التذكير بأنني كنت من بين المؤسسين للقناة وساهمت، بشكل مباشر أو غير مباشر، في تأهيل وتوجيه الشباب العاملين فيها. لقد حملت إلى القناة تجربة عشرات السنين واشتغلت معها خمس سنوات، دون انقطاع، من خلال أكثر من 100 حلقة واستضفت أسماء كبيرة، إلا أن علاقتي بالقناة توقفت، بعد تضمينها بنودا لم يتم الاتفاق حولها بشكل ثنائي».. وتابع بدري قائلا: «لقد تحفظت على توقيت البرنامج الذي لا يتناسب مع قيمته وضيوفه ورفضت أن أحوله إلى ما يشبه «تنكافْت» وإفراغه من محتواه.. إن البرنامج، الذي لم يبلور تصوره بشكل كامل على امتداد كل هذه السنوات، لا يمكن أن ننزع عنه صفة الجرأة والجدل، التي تميز الساحة الرياضية ولا يمكن أن نقبل أن يفرض علي المسؤولون أن أتحمل ملاحظات «الهاكا»، مع الإشارة إلى أن الأخيرة لم يسبق أن قدمت أي ملاحظة حول البرنامج، وهذا يجعلني أطرح السؤال: هل تعاني القناة الآن من غياب المهنية أو غياب الإمكانيات؟ لأنه في عهد المدير السابق لم يحدث هذا الأمر... وواصل بدري احتجاجه بالقول: «ليس من العدل من جهة أخرى أن نحول برنامجا تلفزوينيا إلى برنامج إذاعي يخلو من الصور، هذا غير مقبول، إن برنامجا تعده أسماء لها تاريخ كبير يجب أن يتم الاعتناء به وتخصيص إمكانيات تقنية له، وأنا لا أتحدث عن الجوانب المادية، لأنها لا تعني أي شيء.