بعد أكثر من أسبوع من المواجهة الحادة بين نقابة مستخدَمي القناة الثانية وفيصل العرايشي، رئيس القطب العمومي، اجتمع، مساء الخميس الماضي، وفد من إدارة القطب وممثلي النقابة، بحضور كل من العرايشي، رئيس المجلس الإداري لشركة «صورياد» -دوزيم وإدريس الإدريسي، مدير ديوانه، وكاتبة الرئيس المدير للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (مقرِّرة) وسليم الشيخ، المدير العام للقناة الثانية، ومدير الموارد البشرية والمديرة المالية ل«دوزيم»، في الوقت الذي حضره وفد يمثل نقابة مستخدَمي القناة الثانية. وذكر مصدر مطلع أن الاجتماع دام أكثر من خمس ساعات وتخللته أجواء مشحونة بين الطرفين في بداية اللقاء، قبل أن يهدأ، بشكل تدريجي، مستوى الغضب. وقد تميز اللقاء بتصريح فيصل العرايشي، الذي حاول فيه طمأنة ممثلي النقابات على مستقبل القناة الثانية، حينما أكد أنه رئيس مدير عام للقناة الثانية كذلك، وأن أي ضرر يمس هذه القناة المنتمية إلى القطب العمومي يمسُّه بشكل مباشر. وعلل العرايشي قوله بدفاعه عن وضعية القناة الثانية أمام وزارة الاتصال ووزارة المالية والاقتصاد، كما تحدَّث عن العقد -البرنامج الذي وُقِّع بين الحكومة والقناة الثانية ويمتد لثلاث سنوات، مقابل دعم مالي تستفيد منه «دوزيم». وفي تبريره لغياب الاجتماع مع ممثلي نقابة المستخدَمين، نفى العرايشي وجود أي نية مبيَّتة لدى الإدارة وأضاف أن أجندة المسؤولين، أحيانا، لا تتوافق مع التاريخ الذي يُقترَح للاجتماع مع النقابة سالفة الذكر. وأبدى العرايشي استعداده لمناقشة كل الملفات العالقة في القناة الثانية ومناقشة الملف المطلبي لنقابة مستخدَمي القناة. وفي هذا السياق، أوضح المصدر أن الاجتماع عرف مناقشة العديد من الملفات، من بينها الشق المادي والتحريري والإعلامي، أي علاقة القناة الثانية بالقطب العمومي، وتداول الطرفان الترقيات وآلية الترقي ووضعية بعض الأُجراء المياومين الذين لم تُسَوَّ وضعيتهم، على الرغم من مرور سنوات من عملهم مع القناة الثانية ومستوى ما يُقدَّم على القناة الثانية وتراجع أدائها في السنوات الأخيرة، فضلا على مناقشة الملفات المستعصية للموارد البشرية. وأكد المصدر غياب نائبة المدير المكلفة بالأخبار، سميرة سيطايل، عن الاجتماع، رغم إدراج نقطة واقع مديرية الأخبار في جدول الاجتماع، دون أن يناقش ذلك في اجتماع مساء الخميس. من جهة أخرى، قرر الطرفان، في ضوء عدم الوصول إلى حلول نهائية للملفات، لاسيما ذات الطابع التقني، عقد اجتماع ثانٍ مساء يوم الاثنين، لاستكمال مختلف الملفات، مع الإشارة إلى أن الملف المتعلق بالترقيات والمِنح والترقي استغرق وقتا مهما في النقاش. وفي السياق ذاته، أصدرت مساء الأربعاء الماضي بلاغا أبدت فيه الرغبة في تكريس روح الشراكة البناءة والهادفة، وبإرادة متجهة نحو المستقبل وانطلاقا من الرغبة في تطوير العلاقات المهنية والارتقاء بثقافة المؤسسة، وأضاف أن المكتب «يعقد آمالا كبيرة على الاجتماع لتحقيق مطالبنا، كما «صُغناها في جموعنا العامة، والتي نعتبرها كلا لا يتجزأ، سواء منها المطالب ذات الطابع المادي والاجتماعي، كالزيادة العامة في الأجور وفي مختلف أنواع المنح والتعويضات، أو ذات الطابع المهني والمؤسساتي، مثل بلورة شبكة عادلة للأجور والإخراج الفوري للهيكل التنظيمي، في إطار هيكلة واضحة وشفافة، ووضع سياسة تدبيريه للموارد البشرية، تضمن تسييرا عقلانيا للموارد، والعمل على وضع شبكة برامج تستجيب لحاجيات وتطلعات جمهور القناة وسن سياسة إخبارية تستثمر الذكاء الجماعي لصحافيي ومهنيي القناة، في مواكبة وانسجام مع التحولات والتطورات الجارية في المجتمع»، يقول بلاغ النقابة.