استغرب المدعوون للجمع العام التأسيسي لجمعية «منتخبي الساقية الحمراء ووادي الذهب» تواجد البرلمانية كجمولة بنت أبي إلى جوار أعضاء اللجنة التحضيرية لجمعية «منتخبي الساقية الحمراء ووادي الذهب»، التي تعرف اختصارا ب«اسيساريو»، مما جعل هؤلاء يتهامسون، حيث بدت على وجوههم علامات الحيرة عندما تساءلوا عن سر وجود كجمولة إلى جانب حمدي ولد الرشيد وأحمد لخريف وأبا عبد العزيز، في المكان المخصص للجنة التحضيرية، علما أن البرلمانية، المحسوبة على حزب التقدم والاشتراكية، وصلت إلى مدينة العيون يوما واحدا قبل انعقاد الجمع العام التأسيسي للجمعية، وعدم مشاركتها الفعلية في الاجتماعات التي نظمتها اللجنة التحضيرية. وقد فسر البعض حضور كجمولة بنت أبي للانضمام إلى جمعية ولد الرشيد، الذي لم يترشح معه أحد لرئاسة الجمعية، بأنها رسالة موجهة لأعضاء الديوان السياسي لحزبها، مفادها أنها تحظى بشعبية داخل الأروقة السياسية في الصحراء، الشيء الذي فنّدته الوقائع، لكون بنت أبي لم تحصل على أصوات تُذكَر في الأقاليم الصحراوية، خلال الاستحقاقات النيابية الأخيرة، بعد ترشحها ضمن اللائحة الوطنية ل«حزب الكتاب»، ناهيك عن غيابها المتواصل عن المدن الصحراوية، الشيء الذي جعلها بعيدة عن هموم مواطني هذه الأقاليم. وقد كان تواجد بنت أبي مع اللجنة التحضيرية محتشما ولم يعطها رئيس اللجنة التحضيرية ولد الرشيد الفرصة للكلام... وفي موضوع ذي صلة، أكد مصدر مقرب من ولد الرشيد ل«المساء» أن كجمولة بنت أبي ترغب في مغادرة حزبها التقدم والاشتراكية، شريطة أن يضمن لها المنسق الجهوي لأقاليم الجنوب، ولد الرشيد، مكانا في حزبه قبل مغادرة حزبها الذي أصبحت «تعاني» داخله، حسب وصف المصدر ذاته. ومن جهة أخرى، نظم أعضاء المكتب المسير للجمعية حديثة النشأة ندوة صحافية ترأسها الاستقلالي حمدي ولد الرشيد. يذكر أن الجمعية الجديدة، التي يضم مكتبها المسير، إلى جانب رئيسها الاستقلالي حمدي ولد الرشيد، 48 عضوا، ينتمي أغلب أعضائها إلى «حزب الميزان»، حيث وصفها متتبعون للشأن الحزبي في مدينة العيون بأنها جاءت ك«ردة فعل» على ما أقدم الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، محمد الشيخ بيد الله، حين عمد إلى تأسيس «جمعية منتخَبي الصحراء»، التي تضم، بالإضافة إلى البرلمانيين، منتخَبي الجماعات المحلية والغرف المهنية لجهات كلميم -السمارةوالعيون -بوجدور -الساقية الحمراء ووادي الذهب -الكويرة، لكن جمعية ولد الرشيد حشد لها أكثر من 170 منتخبا من 6 أقاليم فقط، رغم إقصائه لمنتخَبي طانطانوكلميم وأسا الزاك وطاطا، في حين لم يستطع زعيم حزب «التراكتور»، أثناء توسيع جمعيته أن يستقطب أكثر من 80 منتخبا ينتمون إلى 11 إقليما.