حظي ملف الترشيح المغربي لاستضافة نهائيات أمم إفريقيا لسنة 2015 ، بمباركة كل أعضاء اللجنة التنفيذية ل»كاف» بعدما أسر محمد راورة، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ل»المساء» أنه لم يكن هنالك تصويت بقدر ما كان هناك إجماع على أحقية المغرب بتنظيم هذا العرس الإفريقي، موضحا أنه منح صوته لصالح المغرب». ونجح الوفد المغربي، الذي تقدمه منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة، وعلي الفاسي الفهري، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في سحب البساط من تحت أقدام جنوب إفريقيا، التي شكلت المنافس الوحيد للمغرب، بعدما أوضحت مصادر من داخل «الكاف» أن ملف ترشيح المغرب يستوفي كل الشروط التي تخول له، وبكل أحقية وجدارة، تنظيم أكبر حدث رياضي في القارة السمراء، وهو ما يفسر نجاحه أيضا، حسب المصادر ذاتها، في إقناع مسؤولي الاتحاد الإفريقي بتنظيم «شان» 2013 الخاصة بمنتخبات أقل من 17 سنة، ما يعكس بجلاء قوة الملف المغربي، الذي دخل المسابقة بهدف كسب رهان تنظيم « كان» 2015 قبل أن ينهيها على إيقاع الفوز بتنظيم النسختين. وأوضح عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أن الصراع كان قويا بين المغرب وجنوب إفريقيا بالنظر إلى تكامل وجاهزية الملف المغربي، ونجاح بلاد العم مانديلا في تنظيم أول كأس عالمية على أراضي القارة السمراء، وتابع قائلا: «المغرب وجنوب إفريقيا نموذج البلدان الرائدة على المستوى الكروي بالقارة السمراء، ونحن فخورون بهما، والمغرب شرف كرة القدم بالقارة في العديد من المحافل الدولية وأنجب أسماء وازنة، وملفه المتكامل خوله نيل شرف الاحتضان بكل استحقاق». وعاينت «المساء» علامات التوتر والقلق التي كانت بادية على محيا بلخياط وعلي الفاسي قبل الدخول إلى القاعة المخصصة للاجتماع، بأحد فنادق لومومباشي الكونغولية لتقديم ملف ترشيح المغرب، والتي ولدها غياب خمسة أعضاء من المكتب التنفيذي للإتحاد الإفريقي لكرة القدم، لأسباب مختلفة، خصوصا أن كل المؤشرات كانت توحي بنسبة كبيرة بتصويت أغلبيتهم لصالح الملف الوطني، وهو المستجد الذي قلل منه منصف بلخياط نتيجة ما أسماه ب»تكامل الملف المغربي» الذي شدد على أنه مدروس بشكل محكم واحترافي ولامس جميع الجوانب التي تصب في مصلحة تحقيق المبتغى. وأوضح بلخياط، عقب الإعلان الرسمي عن اختيار المغرب لتنظيم نسخة 2015 أن هذا الشرف ثمرة للمجهودات المبذولة من طرف الوزارة الوصية وجامعة الكرة، مؤكدا أن دعم الشعب المغربي كان له وقع كبير في مسار الملف، علاوة على اللاعبين القدامى، الذين ساهموا في الرفع من قيمته، خصوصا حاملي الكرة الذهبية. يشار إلى أن وزارة الشباب والرياضة تكفلت بمصاريف الوفد المغربي، الذي توجه إلى لومومباشي مرورا بمطار دوالا الكاميرونية، بوفد يضم 91 فردا من بينهم الثلاثي الفائز بالكرة الذهبية الإفريقية، أحمد فرس ومحمد التيمومي وبادو الزاكي، فضلا عن العديد من اللاعبين القدامى، أمثال حمادي حميدوش وحميد الهزاز وعبد العالي الزهراوي، والتازي والسميري وخالد الأبيض والشريف والصغير والحكم الدولي السابق، عبد الرحيم العرجون، في الوقت الذي غاب فيه كل من مصطفى حجي ونور الدين النيبت، عضوا لجنة دعم ملف الترشيح،عن رحلة الوفد المغربي لأسباب شخصية، ما طرح أكثر من علامة استفهام، في حين حضر الدولي السابق عزيز بودربالة إلى مطار محمد الخامس الدولي، دون مرافقة الوفد إلى الكونغو الديمقراطية.