... بعد 22 سنة من الانتظار أي منذ احتضانه لنسخة سنة 1988، عاد المغرب إلى جذوره الإفريقية ونال شرف تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم لسنة 2015 بعد منافسة قوية من جنوب إفريقيا التي كانت قبل سبع سنوات «سرقت بوسائلها الخاصة» من المغرب شرف احتضان أول كأس عالمية تنظم في القارة الإفريقية. وبذلك يكون المغرب قد ثأر لنفسه من الغريم الجنوب إفريقي الذي حاول هذه المرة أيضا بكل ثقله استمالة أعضاء اللجنة التنفيذية ل «الكاف» للتصويت لصالح ملفه، لكن هؤلاء الأعضاء كان لهم رأي آخر وصوتوا بالإجماع لصالح الملف المغربي. وحسب مصدر حضر اجتماع اللجنة التنفيذية للكاف قال ل»العلم» إن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة الذي منح صوته لفائدة المغرب، أكد أنه لم يكن هناك تصويت بين الملفين المغربي والجزائري وإنما كان هناك إجماعا على أحقية المغرب في تنظيم النهائيات الإفريقية لاستيفاء ملفه جميع الشروط التنظيمية التقنية واللوجيستيكية. وقد كان لهذه الشروط الوقع الكبير على أعضاء الاتحاد الإفريقي الذي أعطوا أيضا للمغرب شرف احتضان كأس إفريقيا للأمم 2013 للفتيان (لأقل من 17 سنة). ومن جهته هنأ رئيس «الكاف» عيسى حياتو الوفد المغربي لنجاحه في الظفر بشرف تنظيم نهائيات 2013 و2015 مؤكدا لأن المنافسة بين المغرب وجنوب إفريقيا كانت كبيرة لقوة ملفيهما حيث قدم المغرب ملفا متكاملا كما أن نجاح جنوب إفريقيا في تنظيم مونديال 2010 كان حاضرا بقوة أيضا في التصويت. وأضاف حياتو أنه فخور بالمغرب الذي يعد قوة كروية كبيرة في إفريقيا وأنجب لاعبين كبارا كما شرف القارة السمراء في مختلف المحافل الدولية. وقبل الإعلان عن البلد المنظم لنهائيات 2015 ساد التوتر أعضاء الوفد المغربي الذي ترأسه وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم علي الفاسي الفهري، والسبب في ذلك غياب خمسة أعضاء من المكتب التنفيذي للإتحاد الإفريقي لكرة القدم، لكن هذا التوتر زال بمجرد تقديم الملف المغربي وإبهاره لجميع الأعضاء الأفارقة. وما أثار بعض علامات الاستفهام في رحلة الوفد المغربي إلى الكونغو الديمقراطية والذي تكون من 91 فردا تكلفت الوزارة بمصاريف نقلهم، هو غياب عضوي لجنة دعم ملف الترشيح المغربي مصطفى حجي ونور الدين النيبت، رغم أنهما يعدان من أبرز الوجوه التي بصمت مسارها الدولي في إفريقيا. في مقابل ذلك حضر عملية التصويت عدد من اللاعبين القدامى في مقدمتهم الثلاثي الفائز بالكرة الذهبية فرس والتيمومي والزاكي. للإشارة فالدولة والقطاع الخاص وضعا في تصرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إمكانيات مادية ضخمة تقدر ب24 مليون أورو من اجل تطوير الكرة المغربية.