انتظر أعضاء من الحزب الاشتراكي الموحد مرور ما يقرب من شهر لإصدار بيان «يرد» على انتقادات وجهها العمدة شباط إلى مستشارين من الحزب تحالفوا معه، في إطار الأغلبية، في استجواب أجرته معه «المساء» بتاريخ 4 يوليوز الماضي. البيان الذي لم يذيل بأي توقيع ولا أي صفة لكاتبيه، اعتبر بأن ما صدر في استجواب شباط في حق الحزب «يوضح مستوى البأس الفكري والسياسي لمن ابتليت به العاصمة العلمية في تسيير شؤونها والتي لم يكن هدف فقرائها التجول في شارع الحسن الثاني، حسب زعمه بقدر ماهم في حاجة إلى توفير البنيات الأساسية للاستفادة من خدمات التعليم والصحة والشغل ورفع التهميش الذي يطالهم في حياتهم اليومية»، مضيفا أن انتقادات شباط تعكس «درجة وعي الرجل بالتعددية و الرأي و الرأي الآخر لديه إلى أنا وبعدي الطوفان كما هو مبين في تفاصيل أقواله ضمن الاستجواب الصحفي». وكان رئيس المجلس الجماعي لفاس قد أنكر أن يكون قد دخل في تحالف مع الحزب الاشتراكي الموحد، موضحا أن علاقة «التحالف» ليست إلا مع شخص فريد أمغار، أحد نوابه وأحد أعضاء الحزب الاشتراكي الموحد بفاس. شباط انتقد في نفس الحوار ما سماه ب«دوبل فاص» عدد من المتحالفين معه، موردا أنهم عندما يكونون معه يكيلون له المديح، وعندما يعودون إلى قواعدهم يشنون عليه وابلا من الانتقادات ويتزعمون عرائض احتجاج ضده. وقال شباط: «أنا تعاملت مع فريد أمغار كشخص ولم يسبق لي أن اجتمعت مع ما يسمى باليسار. وأنا لدي وثيقة وقعتها مع ثلاثة أحزاب هي الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار والتقدم والاشتراكية. وتركنا الباب مفتوحا لكل الفاعلين والأحزاب للالتحاق بهذا التحالف. وطيبوبة فريد أمغار هي التي دفعتني إلى منحه صفة نائب الرئيس. ولو كان هناك تعقل لهذا اليسار، فلن ينسوا هذه المعاملة والطريقة التي تعاملنا بها مع الحزب. وما يؤلمني ليس هو هذا اليسار ولكن كل هذه النقط التي تعرض الآن تم التصويت عليها من قبل كل هؤلاء. هذه سفينة يجب أن نقودها جميعا إلى بر الأمان حتى لا تغرق. عندما يلاقونك يقولون إن هذا العمل جيد وفي مصلحة الناس والمدينة، وعندما يخرج من القاعة يعد عرائض احتجاج ويدور بها بين الناس. هذه من الأسباب التي تجعل الناخب لا يثق في منتخبيه. هذا «الدوبل فاص» غير منطقي وفاس محتاجة إلى برامج بالأرقام». بيان رفاق محمد مجاهد، اعتبر أن «ما يسميه عمدة فاس باليسار هو من رفض ويرفض التنسيق والتحالف معه»، موضحا أن «هذا ما يدفعنا كحزب اشتراكي موحد الاعتزاز باعتراف العمدة نفسه بهذا المعطى، مما يجعلنا بعيدين كل البعد عما يشوب تسيير مجلس المدينة من خروقات وشبهات لن يكون أولها تقرير المجلس الجهوي للحسابات ولا آخرها تقرير لجنة التفتيش التابعة لوزارة الداخلية التي لا زالت مستمرة في تقصيها للحقائق والتي ننتظر مع ساكنة فاس الإعلان عن نتائجها». وهي الصيغة التي يستفاد منها أن أصحاب البيان «المجهول» هم من «خصوم» تجربة التحالف مع العمدة شباط داخل هذا الحزب. الصيغة تحيل من جهة أخرى إلى «تبرؤ» هذا «الفريق» الذي أصدر البيان من قرار «المشاركة» في تدبير الشأن المحلي بالمدينة. وقد حاولت «المساء» الاتصال بأكثر من مصدر داخل الكتابة الإقليمية للحزب لأخذ تصريح رسمي حول ما ورد في البيان، إلا أن الاتصالات كلها باءت بالفشل فيما قال مصدر مطلع أن أصحاب البيان يرفضون الخوض في تفاصيل هذا الموضوع «الحساس».