من منا لم يسمع عن الشاب الأسترالي جوليان أسانج، مؤسس موقع «ويكليكس»، الذي اختارته العديد من المؤسسات ووسائل الإعلام رجل سنة 2010، بعد أن نشر وثائق سرية قاربت ال250.000 وثيقة تفضح أمريكا وجواسيسها عبر العالم?! كان موقع «ويكليكس» يستخدم في البداية خدمات شركات «أمازون» الأمريكية للاستضافة، لكن هذه الشركة اضطرت إلى قطع خدماتها عن الموقع، بعد أن تعرضت لضغوطات من طرف الإدارة الأمريكية، حينها نقل أسانج موقعه إلى مركز بيانات لا يشبه أي مركز آخر على الإطلاق ومُحصَّن بأحدث التقنيات. ويقع هذا المركز تحت 30 مترا من الصخور وهو مزود بأبواب فولاذية سمكها نصف متر, لوقايته من أي هجوم نووي محتمَل. ويحمل المركز اسم «بيونين» ويتبع لشركة «بنهوف» لخدمات الأنترنت في السويد. وقد كان هذا المكان، في الأصل، ملجأ للحماية من القنابل في العام 1943، ثم طورته الحكومة السويدية في سبعينيات القرن الماضي, خلال الحرب الباردة، ليصبح مركز قيادة طوارئ، في حالة تعرض الدولة لهجوم نووي. وبمرور الأيام، اشترته شركة «بنهوف» السويدية لخدمات الأنترنت، لتحوله إلى مركز بيانات خارق. وقد قامت شركة «بنهوف» بتوسيع المكان وتطويره وزودته بمنشأة كهرباء صغيرة تعمل بالغاز وتحوي مولدي ديزل من نوع «مايباخ -MTU» تم الحصول عليهما من غواصات ألمانية مدمرة. ويقع هذا المكان داخل تل صخري في وسط مدينة ستوكهولم ويمتد على مساحة 11.950 قدما مربعا ويعمل فيه 15 شخصا فقط. ويحتوي المركز، أيضاً، على مركز عمليات شبكة «بنهوف»، التي تعد واحدة من أكبر مقدمي خدمة الأنترنت في السويد. ولم ينقل القائمون على الموقع كل تجهيزات «خادومه» الإلكتروني ولوازمه التقنية إلى هذا المركز في ستوكهولم، بل تم توزيعه على عدة بلدان حول العالم، لضمان عدم توقف الموقع، وليس هذا فقط بل قاموا أيضاً بتوفير طريقة تتيح للزوار ممن يمتلكون «خوادم» إلكترونية خاصة أن يصنعوا نسخة من الموقع لديهم، لتكون النتيجة مئات النسخ من «ويكليكس» في مختلف أنحاء العالم، ما يجعل من المستحيل، تقريباً، إغلاق كل تلك النسخ أو تدمير بياناتها بصورة كلية. «المساء» تنشر روبورتاجا مصورا حول مقر هذا الموقع، الذي وضع الإدارة الأمريكية في حرج حقيقي، ليس مع خوصمها فقط، بل حتى مع حلفائها في القارات الخمس.