طالب المدعي العام بمحكمة مدينة مالقة الإسبانية بالحكم بأكثر من 160 عاما سجنا وغرامة قدرها أكثر من 30 مليون أورو ضد 22 عضوا من بينهم مغربي وعنصر من الحرس المدني الإسباني، كانوا يشكلون شبكة منظمة للاتجار وتهريب المخدرات بعدما تم ضبطهم على متن سفينة تقل حوالي 3 أطنان من الحشيش رست بالمرفأ السياحي لمدينة بينالمادينا. وستنطلق محاكمة أفراد الشبكة، والمنسق المغربي وعنصر الحرس المدني الإسباني، خلال الشهر المقبل، إذ من المرتقب الحكم على العنصر الأمني الإسباني ب 12 عاما سجنا مع منعه لمدة ثلاثين سنة من العمل ضمن قوات الأمن الإسبانية. وتتألف النواة الأولى للشبكة من ثمانية أشخاص، أربعة منهم من جنسية إسبانية، ومغربي، وآخر بريطاني، حيث كان هؤلاء يقومون بالسفر إلى المغرب بهدف إعداد الترتيبات الضرورية لشحن المخدرات من شمال البلاد، قبل نقلها بحرا إلى الميناء السياحي بمدينة «بينالمادينا»، فيما كان العنصر المغربي، تقول المحاضر الأمنية، مكلفا بالتنسيق وربط الاتصال مع أباطرة المخدرات المغاربة بشمال المغرب، وكذلك مع بعض المغاربة المقيمين بهولاندا، بهدف نقل بعض شحنات المخدرات إليها. وكشفت التحقيقات أن أحد عناصر الشبكة التي تم تفكيكها من طرف مصالح مكافحة المخدرات، قام خلال سنة 2003 بإحداث شركة سياحية مختصة في كراء الزوارق السياحية، وهي الزوارق التي كانت تغادر الميناء السياحي ليلا، دون أن يتم رصدها من طرف مصالح المراقبة البحرية، وذلك بحجة خروجها للصيد، لتصل إلى المغرب حيث تنقل الأطنان من المخدرات قبل أن تصل، فجر اليوم الموالي، إلى الميناء السياحي الإسباني. وتحدثت التحقيقات الأمنية عن تفاصيل عدة عمليات لتهريب المخدرات من بينها عملية تمت يوم 13 شتنبر من سنة 2004، حيث غادر أحد الزوارق الترفيهية الميناء الترفيهي في العاشرة صباحا، ليصل إلى سواحل شمال المغرب، حيث تم شحن 2731 كيلوغراما من المخدرات، قبل أن يعود أدراجه في الساعة الرابعة مساء. وتقول التقارير الأمنية الإسبانية إن شبكات تهريب المخدرات الدولية أصبحت تفضل سواحل منطقة إقليمتطوان القريبة من الشاطئ الإسباني كبديل عن قواعد أخرى للشحن، نظرا إلى ضعف مراقبة الشواطئ من طرف كل من فرق القوات المساعدة أو الدرك. كما أن شبكات تهريب المخدرات أصبحت تراهن بقوة في عملياتها التي تنطلق من سواحل شمال المغرب على الزوارق الشراعية بعد استعمالها للطائرات الخفيفة. إن ضبط الأجهزة الأمنية الإسبانية واعتراضها طريق الزوارق الشرعية الترفيهية المحملة بأطنان الحشيش المغربي بشواطئ «فلنسية» أو ببعض المواني السياحية الترفيهية الإسبانية يكشف عن علاقات شراكة بين بارونات المخدرات المغاربة وبعض الوسطاء المستخدمين من قبل تجار المخدرات، لاسيما في فصل الصيف حيث أصبح هذا التنسيق المكثف يثير مرصد الاتحاد الأوربي لمكافحة المخدرات حول الكميات الكبير التي تم حجزها مؤخرا ومدى قدرة هذه الشبكات على نقل وشحن بضاعتها من شمال المغرب بأمان.