سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسبانيا ترفض منح اللجوء لمهاجرين صحراويين ادعوا تعرضهم للملاحقة بالمغرب الحكومة المغربية لم تعلن أي موقف حتى الآن والبوليساريو تسعى إلى استغلال الموضوع
قررت المحكمة العليا الإسبانية، أمس، تعليق قرار وزارة الداخلية القاضي بترحيل مهاجرين سريين متحدرين من الأقاليم الجنوبية للمغرب، وصلوا يوم 5 يناير الجاري إلى شواطئ جزر الخالدات. وكانت الحكومة الإسبانية قد رفضت، أول أمس، منحهم اللجوء السياسي لعدم استيفائهم الشروط التي ينص عليها القانون وقررت إعادة ترحيلهم إلى مدينة العيون، وعلقت المحكمة هذا القرار من أجل إعادة دراسة ملفاتهم التي تقدموا بها للحصول على حق اللجوء، بعد ضغط من بعض الجمعيات المهتمة بالمهاجرين وطالبي اللجوء الداعمة لجبهة البوليساريو. وكان 22 مهاجرا سريا قد وصلوا إلى شواطئ جزر الخالدات في بداية الشهر الجاري على متن زورق خشبي، ولدى اعتقالهم من لدن الحرس المدني الإسباني زعموا أنهم صحراويون ملاحقون من طرف السلطات المغربية لاعتقالهم بعد تفكيك مخيم أكديم ازيك بمدينة العيون، ثم تقدموا بطلب اللجوء السياسي بدعم من بعض الجمعيات الإسبانية، لكن وزارة الداخلية احتفظت بملفات خمسة أشخاص منهم من أجل دراستها ورفضت الملفات الأخرى لكونها لم تستوف الشروط المنصوص عليها في قانون اللجوء والحماية، ولم تقتنع بالمبررات التي قدموها حول دعوى تعرضهم للقمع في المغرب. غير أن اللجنة الإسبانية للدعم واللجوء، وهي هيئة مدنية لمساندة طالبي اللجوء السياسي، طلبت من وزارة الداخلية إعادة دراسة ملفاتهم مجددا، وبعد إعادة دراسة الملفات جددت الوزارة رفضها، الأمر الذي دفع هؤلاء المهاجرين إلى الطعن في قرار الوزارة أمام المحكمة العليا، في الوقت الذي تم نقلهم إلى أحد مراكز اللجوء كخطوة نحو ترحيلهم، أول أمس الأربعاء، نحو مدينة العيون. وقال وزير الداخلية الإسباني ألفريدو روبالكابا، أول أمس، أمام الغرفة العليا للبرلمان إن هؤلاء المهاجرين لم يثبتوا ما يؤكد بأنهم صحراويون، ولدى سؤاله، أمس، أمام نفس الغرفة قال رئيس الحكومة رودريغيث زباثيرو إن مجرد كون الشخص صحراويا لا يعني أنه يمكن أن يحصل على اللجوء السياسي بطريقة أوتوماتيكية في إسبانيا، مضيفا أن المهاجرين الذين زعموا أنهم صحراويون لم يثبتوا أنهم تعرضوا للمضايقات بشكل فردي، وأن الطلبات التي تقدموا بها للحصول على اللجوء السياسي»متناقضة» و»غير كافية». وشكلت حالات هؤلاء المهاجرين فرصة لجبهة البوليساريو والجمعيات الداعمة لها لشن حملة على المغرب بدعوى أن الصحراويين يتعرضون للقمع على يد السلطات المغربية، لكن توفر ثمانية من هؤلاء المهاجرين على بطاقات تعريف تحمل توقيع جبهة البوليساريو أظهر أن الأمر يتعلق بمهاجرين يريدون استغلال أجواء ما بعد مخيم العيون في إسبانيا سياسيا من أجل الحصول على وضع اجتماعي وامتياز سياسي فوق التراب الإسباني. وفي الوقت الذي تحاول بعض الصحف الإسبانية والهيئات الداعمة للبوليساريو في إسبانيا توظيف هذه القضية ضد المغرب، يتخوف البعض من أن يشكل منح اللجوء لهؤلاء المهاجرين، في حال قررت وزارة الداخلية الإسبانية ذلك، سابقة من نوعها في تاريخ العلاقات المغربية الإسبانية، ولم يصدر أي موقف عن الحكومة المغربية حتى الآن تجاه هذا الموضوع. في وقت قال فيه مصدر حكومي ل«المساء» إن الحكومة المغربية تتابع الموضوع عن كثب، رافضا الدخول في التفاصيل.