علم اليوم الجمعة من مصادر مطلعة أن جبهة البوليساريو الصحراوية الانفصالية، أكدت أن 13 فقط من المهاجرين المغاربة ال 22 الذين تقدموا بطلبات للحصول على اللجوء السياسي بعد وصولهم الأسبوع الماضي إلى جزر الكناري الإسبانية، على متن قارب من نوع باتيرا انطلق بالقرب من مدينة العيون بالصحراء، هم صحراويون. وقد انتقل ممثل جبهة البوليساريو بجزر الكناري محمد سالم دها، إلى جزيرة فويرتيفنتورا يوم الأربعاء للإطلاع على وضعية الصحراويين الذين تم وضعهم في مركز احتجاز المهاجرين بعيد وصولهم إلى ميناء روساريو بالجزيرة يوم الأربعاء 7 يناير. وأكد دها لدى مغادرته مركز احتجاز المهاجرين ما سبق أن أعرب عنه طالبو اللجوء السياسي بعد وصولهم، وهو أن من بين هذه المجموعة 13 صحراوي فقط وشبان مغاربة لا ينحدرون من الأقاليم الصحراوية ولكنهم يدعون أنهم ناشطون صحراويون للحصول على حق اللجوء بإسبانيا. هذه التصريحات زادت من شكوك وزارة الداخلية الإسبانية التي توجد على ما يبدو في حيرة من أمرها. وقال محمد سالم إن الشبان الصحراويين "يتمتعون بمعنويات عالية ويأملون أن يجدوا ملجأ في اسبانيا ولو بعيدا عن أراضيهم وعائلاتهم ومنازلهم". وأضاف أن "إعادتهم إلى العيون ستعرضهم للقمع من قبل الجيش والشرطة في المغرب وأن هناك خوف على حياتهم." وذكرت مصادر عليمة أن الحكومة الإسبانية تخشى من تأزم جديد لعلاقاتها مع المغرب إذا ما هي منحت حق اللجوء السياسي للشبان الصحراويين، حيث سيترجم ذلك على أنه اعتراف ضمني من قبل مدريد بوجود خروقات سافرة لحقوق الإنسان بالصحراء، مما يستدعي منح حماية لسكانها الذين يلجئون إلى إسبانيا. هذا وكان نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية الإسباني، ألفريدو بيريث روبالكبا، قد أكد يوم الجمعة الماضي أن سلطات بلاده توصلت بعشرين طلبا لحق اللجوء السياسي من قبل مجموعة من الشبان الصحراويين، مشيرا إلى أن حكومة بلاده "ستقوم بدراسة هذه الطلبات وفقا لمقتضيات القانون". وكانت مصادر قانونية إسبانية قد ذكرت من قبل أنه يوجد احتمال كبير أن تمنح سلطات مدريد حق اللجوء السياسي للشباب الصحراويين الذين وصلوا أول أمس الأربعاء إلى جزر الكناري على متن قارب من نوع باتيرا وصرح بعضهم أنهم فروا من مدينة العيون خوفا من انتقام قوات الأمن المغربية بسبب مشاركتهم في تنظيم مخيم "أكديم إيزيك" للاحتجاج. وقال بعض الصحراويين الذين طلبوا حق اللجوء السياسي فور وصولهم إلى جزيرة فويرتيبيتورا الإسبانية، قبالة السواحل الصحراوية، الأربعاء رفقة مهاجرين سريين آخرين، أنهم ظلوا مختبئين بمدينة العيون منذ يوم 8 نوفمبر الماضي، إثر تفكيك مخيم الاحتجاج الصحراوي من قبل قوات الأمن المغربية في عملية فجرت أعمال عنف وتخريب بمدينة العيون أسفرت عن مقتل 11 من عناصر الأمن ومواطنين اثنين.