علمت «المساء»، من مصدر مطّلع، أن مديرية الأخبار في القناة الثانية تعيش ارتباكا في التعاطي مع برنامج «نقط على الحروف»، إذ في الوقت الذي قرر مدير البرامج في «دوزيم»، زهير الزريوي، وضع البرنامج في الشبكة البرامجية لهذا الشهر، أشارت مصادر إلى أن قرارا بتوقيف البرنامج قد اتُّخِذ، بعدما تم «إشعار» مديرة الأخبار، سميرة سيطايل، بضرورة وضع حد للبرنامج لوقف نزيف الاحتجاجات التي ما لبثت تتم ضد البرنامج ومعده. وربط المصدر بين التوقيف المنتظَر وحدوث مشاكل وصفها ب»الخطيرة»، إذ لمّح المصدر إلى سقوط ادريس بناني، من خلال برنامجه المذكور، في الدعاية للطرح الانفصالي، في إشارة غير مباشرة إلى ما جاء على لسان محمد الصبار، الذي انتقد تعاطي القنوات العمومية مع أحداث العيون، ومطالبته فتح القنوات التي يمولها المغاربة للانفصاليين للتعبير عن «رؤيتهم» و«أفكارهم»، بدل أن يتجهوا إلى قنوات أخرى.. فضلا على اتهام أمينة بوعياش الحكومة ب«الفشل في التواصل إزاء الملفات المهمة للبلاد». وفسر المسؤولون -حسب المصدر ذاته- عدم تدخل بناني لوقف ترويج هذا الخطاب والدعاية للانفصاليين بإقراره الضمني ب«صواب» هذا الخطاب وإمكانية تقديمه للمشاهد المغربي دون حرج أو توجس، مع التذكير بأن الأمر يتعلق بدعاية تمت في قنوات عمومية لها وظائف الدفاع والترويج لقيم المواطنة والسيادة والانتماء. وفي السياق ذاته، اعتبر المصدر أن الترويج للخطاب الانفصالي ما هو إلا النقطة التي أفاضت الكأس، حيث ذكّر بمشاكل بناني، الذي استضاف في حلقات سابقة مدير جريدة «أخبار اليوم المغربية»، توفيق بوعشرين المتابع أمام القضاء بتهمة النصب والاحتيال، ما يعني منحَه فرصة ل«تلميع» صورته والتأثير بشكل غير مباشر على قرار القضاء، فضلا على تعارض الأمر مع مبدأ حماية الناشئة، وهو الأمر الذي لم ينظر إليه مسؤولو التلفزيون بعين الرضا، فسارعوا إلى الاحتجاج على سميرة سيطايل وطالبوها بتوقيف البرنامج. وكانت أسبوعية «شالانج» قد ذكرت، في أحد أعدادها الأخيرة، أنه «سيتم توقيف برنامج «نقط على الحروف»، الذي يقدمه الإعلامي ادريس بناني على القناة الثانية قريبا، وأضافت الأسبوعية أن «هذا الصحافي نجح، بامتياز، في توسيع شبكة معارضيه». ونقلت المجلة عن مصادر موثوقة قولها إن «وزير الاتصال، الذي لم يسبق له أن تدخَّل في الشأن العام، عبَّر عن استيائه إزاء الأمر»، كما أن فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للقطب العمومي، ومسؤولين آخرين عبَّروا عن نفس الموقف لإدارة القناة الثانية، قبل أن تضيف «وعلى الرغم من أنه «مُسانَد» بشكل جيد، فإن قرار التوقيف هذا لا رجعة فيه».