دعا المشاركون في الندوة المتخصصة حول «دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب»، التي نُظِّمت في مدينة الرياض، بمبادرة من جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في المملكة العربية السعودية، وسائل الإعلام العربية إلى مراعاة المسؤولية الاجتماعية والحفاظ على سلامة البلدان العربية ووحدتها الوطنية، كأولية قصوى، عند تغطية الأحداث الإرهابية أو معالجة قضايا الإرهاب. وأكد المشاركون في مجموعة من التوصيات صدرت في ختام أشغال هذه الندوة، يوم الأربعاء الماضي، ضرورة تفعيل القوانين والمواثيق والضوابط المنظمة للعمل الإعلامي وإدخال التعديلات التشريعية الضرورية لمواكبة المتغيرات الكبيرة والمتسارعة التي تشهدها وسائل الاتصال. كما شددوا على أهمية التعاون والتنسيق بين الجهات الإعلامية والأمنية في الوطن العربي، لضمان تغطية سريعة ودقيقة للأحداث المتعلقة بالإرهاب، بما يتلاءم مع مسار التحقيقات وفي إطار مراعاة أمن الوطن وسلامته. وأوصوا في هذا الصدد بتطوير وتفعيل آليات عمل الإعلام الأمني العربي، من خلال توفير المعلومة الصحيحة وتعزيز التعاون في هذا الشأن مع الأجهزة الأمنية. ودعت الندوة كليات ومعاهد الإعلام في الجامعات العربية والمؤسسات الأكاديمية إلى إدخال مناهج تُمكِّن من إعداد الأطر الإعلامية المتخصصة في قضايا الإرهاب وكيفية مكافحته .كما أوصت بتنظيم ورشة عمل متخصصة تضم خبراء إعلاميين وأمنيين ومشغلي الأقمار الصناعية العربية، وخاصة «عربسات» و«نايل سات» و«نور سات»، لتفعيل الميثاق الإعلامي الذي اعتمده مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته التي انعقدت في القاهرة يوم 30 يونيو 2007. وقد بحثت هذه الندوة، التي انعقدت على مدى ثلاثة أيام، تنفيذا لقرار مجلس وزراء الإعلام العرب، المنعقد في القاهرة في ال17 من يونيو 2009، والمتعلق بتفعيل دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب، (بحثت) هذا الموضوع من خلال عدة محاور، منها على الخصوص المعوقات المرتبطة بتغطية وسائل الإعلام العربية للأحداث الإرهابية ودور الإعلام العربي في التوعية المجتمعية والتحسيس بمخاطر الظاهرة الإرهابية وبلورة آليات المواجهة الإعلامية الشاملة لمخاطر المواقع الإعلامية الإلكترونية. كما سعت الندوة، التي شاركت فيها أطر قيادية في وسائل الإعلام والأجهزة الأمنية في كل من الأردن، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، المملكة العربية السعودية، السودان، وسوريا، الكويت، لبنان، مصر والمغرب، إلى إيضاح الموقف الإسلامي من ظاهرة الإرهاب وإطلاع المشاركين على أسس التخطيط في مجال إعداد البرامج الإعلامية، للتصدي للإرهاب والاطلاع على أبرز التقنيات والوسائل الإعلامية في هذا الشأن. كما استهدفت الندوة تقييم الكيفية التي يتم بها عرض قضايا الإرهاب في الإعلام العربي، بالإضافة إلى وضع آليات التعاون والتكامل الإعلامي والأمني العربي في مواجهة آفة الإرهاب والتصدي لها. وناقشت كذلك جرائم النشر في وسائل الإعلام وعلاقته بظاهرة الإرهاب وكذا تبادل الخبرات العلمية والمهنية . وأكد عبد الإله التهاني، مدير الاتصال والعلاقات العامة في وزارة الاتصال، الذي مثل المغرب في هذه الندوة المتخصصة، مرفوقا بعبد الله علاوي، المكلف بالتعاون في الوزارة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الوفد المغربي شارك بفعالية في أشغال هذا اللقاء، من خلال تقديم العديد من المقترحات والأفكار التي ساهمت في بلورة التوصيات الصادرة عن الندوة.