تعرض عدد من مساجد مدينة أصيلة لتشققات وتصدعات على مستوى الأسقف والجدران، بسبب الأمطار، بينما مساجد أخرى معرضة للانهيار في أي لحظة، وتعرضت أخرى تصنف ضمن المساجد الأثرية لعملية تشويه معمارية عند محاولة إصلاحها. وقد ظهرت في المسجد الأعظم في أصيلة، الواقع قبالة مركز الحس الثاني للملتقيات الدولية، تشققات في سطحه تجعل المصلين يعانون من تسرب قطرات المياه عندما تمطر السماء، مما يدفع البعض منهم إلى وضع مجموعة من الدلاء الفارغة في جنبات المسجد، لكي تحول دون تبلل الأفرشة والزرابي التي تؤدى فوقها الصلاة. ولم تسفر الزيارة التي قامت بها لجنة من نظارة الأوقاف، التي عاينت حالة أكبر وأقدم مسجد في أصيلة، عن أي نتيجة تذكر، في الوقت الذي أصبحت زرابي المسجد في حالة يرثى لها، نتيجة التسربات المائية. من جهة أخرى، تعرض مسجد «للاسعيدة» الأثري، الموجود قرب «باب البحر»، لعملية تشويه معماري خلال محاولة إصلاحه، إذ تم هدم جزء من السقف القرميدي الذي يعود تاريخ وجوده إلى مرحلة الوجود البرتغالي في المدينة، عندما كان المسجد المذكور يُستعمَل ككنيسة. وقالت مصادر مطلعة إن عملية الهدم تمت بسبب متطوعين حاولوا القيام بعملية الإصلاح المذكور دون الاعتماد على مهندس متخصص أو خبراء في التعامل مع الآثار، علما أن موقع المسجد المذكور في قلب المدينة القديمة ومجاورته لبرج «القمرة» كان يفرض أن تتم عملية الترميم بشكل أكثر احترافية. وتعيش نفس الوضع تقريبا مساجد أخرى، مثل مسجد حي «للاّ رحمة»، الذي أوصت لجنة مختلطة زارته، عقب حادث انهيار مئذنة «البردعيين» في مكناس، بإصلاحه أو إغلاقه، غير أن هذا المسجد فتح مجددا للصلاة، دون أن تتحرك الجهة المسؤولة لإصلاحه طيلة الشهور الماضية. ويقول سكان أصيلة إن هذا المسجد أصبح مهددا بالانهيار بعدما تقاعست الجهات المسؤولة عن إصلاحه، وعبروا عن تخوفهم من وقوع كارثة أخرى شبيهة بتلك التي وقعت في مدينة مكناس، بسبب سقوط مئذنة أحد المساجد. من جهتها، استغربت مصادر من داخل مدينة أصيلة حالة التهميش التي تعاني منها مساجد المدينة من طرف المسؤولين المحليين على مستوى كل من وزارة الأوقاف ومجلس الجماعة، الذي تقول نفس المصادر إنه أنفق أموالا طائلة في ترميم أسوار المدينة القديمة وبعض معالمها، دون أن يولي اهتماما خاصا بالمساجد.