أجرى وفد برلماني مغربي، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، بمقر البرلمان الأوروبي بستراسبورغ (شرق فرنسا) لقاءات مكثفة تندرج في إطار مقاربة جديدة تروم سد النقص الحاصل في مجال التواصل وتعزيز حضور أفضل للمغرب مستقبلا مع هذه المؤسسة الأوروبية. وقد مكنت هذه الزيارة، التي تأتي غداة تقرير اللجنة النيابية لتقصي الحقائق حول أحداث مخيم “كديم إيزيك” ومدينة العيون، أعضاء الوفد المغربي على الخصوص من العودة مع نظرائهم الأوروبيين إلى القرار المتسرع وغير العادل للبرلمان الأوروبي بخصوص هذا الموضوع. وقد أجرى الوفد مباحثات مع حوالي 15 عضوا بالبرلمان الأوروبي يمثلون اليمين واليسار، تمحورت حول قضية الصحراء والديمقراطية ووضعية حقوق الإنسان بالمغرب، وحول آخر تطورات الوضع بتونس وكذا القضايا المرتبطة بالأمن بمنطقة الساحل والصحراء. وقال أعضاء الوفد المنتمين إلى مختلف المجموعات السياسية إنه أمام العتاب الذي وجه إليهم من نظرائهم الأوروبيين بشأن “سياسة الكرسي الفارغ”، فقد جاؤوا إلى ستراسبورغ لتسجيل حضورهم ومناقشة ذلك بروح من الانفتاح وبدون أي محاذير جميع القضايا المطروحة. وأكدوا أنهم “سيكونوا حاضرين بقوة” من أجل وضع إطار مؤسساتي جديد للمستقبل بين البرلمان المغربي والبرلمان الأوروبي، في إطار نهج أكثر دينامية حتى يأخذ صوت ومواقف المغرب بعين الاعتبار من طرف البرلمان الأوروبي، الذي كان يميل في اتجاه مسايرة أطروحات خصوم المغرب التي تم ترويجها من قبل أعضاء به، خاصة الحزب الشعبي الإسباني.