تستحق بعض التوابل والأعشاب أن تنتقل من المطبخ إلى رفوف صيدلية المنزل، لما لها من فوائد طبية وصحية بعد أن أثبتت الأبحاث أن فيها مكونات طبيعية تدمر الميكروبات والفطريات، وتقاوم التسمم الغذائي كما تفيد في علاج الأمراض. قرة العين أو الحرف، هو بقلة مائية، مرة الطعم، تشبه الجرجير في الشكل، وكانت دوما تستعمل لعلاج مرض السل الرئوي، وكذلك بعض الأمراض التناسلية، والتي بدأت تظهر على السطح في العالم الغربي من جديد. وتحتوي على العديد من الفيتامينات الهامة والأملاح المعدنية الأثرية، لذا فهي تحفز الشهية للطعام، ولها منافع طبية أخرى، كملين للبطن، وضد الربو، ومنشطة للجنس. وفي بعض الحالات المجربة، حيث كان المريض يعاني من العدوى بمرض الكلاميديا، وهو من الأمراض الجنسية المعدية، وتتمثل أعراضه في الإحساس بعدم الراحة، وآلام في الأعضاء التناسلية، وحدوث حرقة أثناء التبول، وقد زالت كل تلك الأعراض عند تناول عصير كل من قرة العين ودرنات اللفت بمعدل كأس مرتين في اليوم. وفي الصين حيث يزرع النبات ويستعمل بكثرة، فإنهم يستخدمونه في علاج التهاب اللثة والمتمثل في احمرار وتورم اللثة مع النزيف، والتي إذا ما أهملت الحالة فإنها تؤدي إلي عواقب وخيمة، وتضعف الأسنان في منابتها، ولا تلبث إلا أن تسقط تباعا. وفي حالة المرض بالقوباء المنطقية المعروف، فقد أفاد العلم الحديث بأن تناول 500 مللي جرام من الحمض الأميني الأساسي بمعدل 3 مرات في اليوم، فإنه يعمل على الإقلال من أعراض المرض والآلام المصاحبة له، حيث يحيط الليثين بكل خلية على حدة ويمنع وصول الفيروس إلى داخلها. عصير قرة العين يحتوي على مزيلات السموم من الجسم، وأيضا فإنه قاتل للديدان والطفيليات الداخلية. كما أن العصير مفيد لمرضى السكر، حيث إنه يخفض نسبة السكر في الدم، ويحد من التهاب الأعصاب المصاحب للحالة، ويمنع سقوط الشعر، وكذلك يعالج حالات التهاب الشعب الهوائية والرئتين. ونبات قرة العين يستعمل أيضا كلبخة للعلاج الموضعي والسيطرة على بعض حالات الروماتيزم العضلي، وآلام النقرس، خصوصا إذا ما أضيف له ورق الملفوف أو الكرنب أو حتى عصيره للتدليك الخارجي الموضعي.